نجهج التائبين

رقم الإيداع # دارالكتب والوثائق - وزارة الثقافة العراقية لسنة ٠11417 -17١171‏

الحيدريء رائد جاسم محمد» .-١917/5‏ مؤلف.

نبج التائبين / الشيخ رائد الحيدري. - الطبعة الأولى. - كربلاء» العراق: العتبة الحسينية المقدسة» قسم الشؤون الفكرية والثقافية» شعبة الدراسات والبحوث الإسلامية» ١5517 / 7١177‏ للهجرة.

٠‏ صفحة؛ ١54‏ سم. - (العتبة الحسينية المقدسة؛ 22٠١717‏ (قسم الشؤون الفكرية والثقافية؛ 0 (شعبة الدراسات والبحوث الإسلامية؛ /771).

يتضمن إرجاعات ببليوغرافية.

.١‏ الغناء (فقه جعفري). ”. الغناء - جوانب اجتماعية. ”. الغناء - تأثير. أ. العنوان.

1]823171.33 2

تمت الفهرسة قبل النشرلي شعبة نظم المعلومات التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية العتبة الحسينية المقدسة

الشيخ رائد الحيدري

جميع الحقوق محفوظة للعتبة الحسينية المقدسة

الطبعة الأولى 45ه/ 07٠1م‏

هوية الكناب

عنوان الكتاب: نهج التائبين.

المؤلف: الشيخ رائد الحيدري.

الناشر: شعبة الدراسات والبحوث الإسلامية / قسم الشؤون الفكرية والثقافية/ العتبة الحسينية المقدسة.

مكان النشر: العراق» كربلاء.

المطبعة: دار الوارث.

العراق: كربلاء المقدساة العتبة الحسينية المقدسة قسم الشؤون الفكرية والثقافية

الهاتف؛ 554949" 37 1كوا. 51 ..ه"5/ 0:555.. لمك . 5[ | م 3 5 5 ناد ماح لاا /اثالاثانانا م0 .| دم أ552 نا طم 60 ]ما :الهمادع

الإهداء

إلى مولاي أبي عبد الله الحسين عليه السلام إلى سيدتي ومولاتي المظلومة رقية بنت الحسين عليهما السلام

إلى زوار الإمام الحسين عليه السلام في كل العوالم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين... وبعد

خلق الله تعالى الخلق لطاعته وعبادته ونباهم عن معصيته ومخالفته» وأمرهم بالتوبة إذا ارتكبوا معصية أو ذنباً ووعد التائبين قبول توبتهم والتكفير عن سيئاتهم وإبدالها حسنات كما قال تعالى: 9 وَالَذِينَ إِذَا علُوا َاحِشَةٌأَوْظَلَمُوا أَنْفْسَهُرْذحكرُوا اله َاسْتَفْفْرُوا لِذُوبهِمْ وم يَغفِرُ الدثوية لا الله لذ يووا على .ها فعلوا وها ز يموي " أولرنلطة عاق عقيو فورظ كان دري ين تكيها الأنهاذ الدفية فها ويه أَجْر الْعَامِلِينَ # 0©.

فعلى الإنسان ألا يقنط من رحمة الله تعالى» ويعلم أن الله (جل وعلا) قادر على أن يجازيه الجزاء الأوفى.

والتوبة هي باب الله الآمن الذي فتحه الله تعالى إلى ساحة عفوه وكرمه والتوبة دعوة ربانية وكرامة إلهية لكل مذنب وعاصيء فا علينا

.175-41178 سورة آل عمران:‎ )١(

إلا أن نطهر أنفسنا من الخطايا والذنوب بنية خالصة ورغبة صادقة» فبابه مفتوح لعباده المذنبين. كما في الدعاء عن الإمام السجاداتا: «إلهمى أنت الذى فتحت لعبادك بابا إلى عفوك سميته التوبة)7".

فمن عظيم نعم الله علينا أن شرع لنا باب التوبة» وضمن لنا القبول والإجابة إن بادرنا إلى الدخول في جملة عباده التائبين» ومن وفقه الله للتوبة فليعلم أن الله قد أحبه لآن الله يحب التوايين ويحب المتطهرين. يقول تعالى: 9# ...إن الله يُحِسُ التّوَأِينَ وَيُحِسدُالْمْتَطَهرينَ 4 27©.

وفي الحديث الشريف عن النبي الأعظمي#: «مثل المؤمن عند الله عز وجل كمثل ملك مقرب. وإن المؤمن عند الله عز وجل أعظم من ذلك» وليس شيء أحب إلى الله من مؤمن تائب» أو مؤمنة قا

وورد عن معاوية بن وهب قال: متمعت أنا عبد الله عَليِتج يقول: «إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه»» فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال: «ينسى ملكيه ما كانا يكتبان عليه ويوحي [الله] إلى جوارحه وإلى بقاع الأرض أن اكتمي عليه ذنوبه فيلقى الله عز وجل )١(‏ الصحيفة السجادية: مناجاة التائيين: ص؟7؟77.

١؟)سورة‏ البقرة: 775.

زفر4 بحار الأنوار» المجلسبي: ج1. ص١‏ 3

حين يلقاه وليس شىء يشهد عليه بىء من الذنوب)""".

فالتوبة الصادقة هي التي تصرف صاحبها وتخلصه من الرجوع إلى الذنب» ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستعانة بالله تعاللى على ذلك واتباع النهج الديني التربوي.

وللتوبة الصادقة آثار عظيمة في حياة الإنسان وآخرته فإضافة إلى أنها سبب لمحبة الله تعالى لعبده» فهي سبب لمحو السيئات وإبداها با حسنات ونيل رضا الله تعالى وغفران الذنوب.

وقد أوضح تعالى لعباده معيار الحداية الإلهية وشرائطها للجميع ليستطيعوا التوجه إليه والوصول إلى بحر رحمته ويدخلوا في جملة من أحبهم الله تعالى» فم علينا إلا نعجل ما دامت الفرصة سانحة لنتوب إلى الله تعالى سيم| إن كان المرء في عمر الشباب.

32

يقول يتا: «إللمى إِنْ كانَ قَل زادى فى المسير إِلَيْكَء فَلَقَدُ حَسَنَ 4 ار 2 سوه > س5 سه 2 بره 6 2 0 04 ظني بالتوكل عَلَيِكء وَإِنْ كَانَ جَرْمِيٍ قد أخافني مِنْ عَقَوبَيِكَء فإن

أ .2 0 َ ا َه 35 3 1-7 ع هق وهنا حاولنا أن نبين أهمية التوبة وحقيقتها ووجوبها ومراتبها

)١(‏ الكافي» الكليني: ج25 ص5372. )١(‏ الصحيفة السجادية: ص188.

وكيفيتهاء مما يستدعي بيان أقسام الذنوب وبيان أجناس الكبائر» وشرائط قبول التوبة وغيرها العديد من أمهات المطالب وتجنبنا ذكر الأفيو لبهنها:

سائلين المولى تبارك وتعالى أن يتقبل منا هذا القليل» وأن ينفع به المؤمنين ويكون ذخرا لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى

الله بقلب سليم.

الفصل الأول

التوبة ( حقيقتها - وجوبها - شروطها - آثارها)

المبحث الأول: حقيقة التوبة ووجوبها

الملبحث الثاني: شروط التوبة وآثارها

المبحث الأول: حقيقة التوئة ووجوبها

المبحث الأول: حقيقة التوبة ووجوبها

المطلب الأول: حقيقنة التوبة

التوبة عبارة عن أمور ثلاثة مترتبة الأول منها يقتضي الثانٍ وهو يقتضي الثالث» وهذه الأمور هي العلم والندم والإرادة المستتبعة للعمل؛ أما العلم فهو معرفة عظم ضرر الذنوب وكونها هي التي تمنع الإنسان من الوصول إلى ما يحبه سواء كان هذا المحبوب دنيوياً أو أخروياء فإذا عرف الإنسان ذلك معرفة حقيقية بيقين غالب على قلبه. حصل ألم في النفس بسبب فوات المحبوب فإن القلب متى شعر بفوات محبوبه تألم خصوصا إذا كان الفوات بسببه هو ويسمى تألمه بسبب فعله الذي فوت محبوبه ندماء فإذا غلب هذا الندم على القلب واستولى انبعث من هذا الألم حالة أخرى تسمى إرادة وقصداً بأن يترك الذنب الذي كان يذنبه وبسببه فات المحبوب» وأن يعزم على عدم العودة إليه مستقبلًا بأن يعزم على ترك الذنب إلى آخر العمرء وأن يتلافى آثار الذنب من تبعات مالية أو قضاء عبادات وما شاكل مما ستتعرف عليه قريبا إن شاء الله تعالى.

فالعلم هو الأول وهو مطلع هذه الخيرات»ء والمراد من العلم الإيمان واليقين فإن الإيهان عبارة عن التصديق بأن الذنوب سموم مهلكة, واليقين عبارة عن تأكد هذا التصديق وانتفاء الشك عنه واستيلائه على القلب؛ فيثمر نور هذا الإيهان مهما اشرق على القلب نار الندم فيتالم به القلب حيث يدرك أنه صار محجوبًا عن محبوبه كمن يشرق عليه نور الشمس وقد كان في ظلمة فيسطع النور عليه بانقشاع سحاب أو انحسار حجاب فرأى محبوبه وهو لا يقدر على الوصول إليه» فتشتعل نيران الندم في قلبه فتنبعث من تلك النيران إرادة لتدارك ما فاته» علّه يحصل على مطلوبة.

فالعلم والندم والقصد المتعلق بالترك ثلاثة معان مترتبة في الحصول يطلق اسم التوبة على مجموعهاء وكثيرا ما يطلق اسم التوبة على معنى الندم وحده ويجعل العلم كمقدمة له وترك الذنوب كالثمرة والنتيجة» ومبذا الاعتبار قال يَيي: «الندم توبة)"'". إذ لا يخلو الندم عن علم أوجبه وكان هو السبب له وعزم يثمره وينتجه.

فيكون الندم محفوفًا بطرفيه أعني العلم والإرادة المستتبعة لترك الدنويية

. ١95 بحار الأنوار» المجلسبي: ج 5 لاء ص‎ )١(

المبحث الأول: حقيقة التوئة ووجويبها

المطلب الثاني: وجوب التويبة وفضاها

ال قل وجوت القوية ودديلها فونه ففان ظرنا انها الدمية امثرا بو إلَى الله ةنصحا عسى رَيُصكخ إن يكَفْرَ عنسك راكد وَيُدْخِلِكرْ جَنَتٍ تخْري من تَحَتِهَا الأنْارُ يو لا يحي اللُّ الي يديهم وَبأَيْمَانهمْ يَعُولُونَ 2 لا تُوَنًا وَاففِرْ لَنَا إن عَلَى ككل شي قَدِيرُ 2174 ومعنى النصوح الخالص لله.

وقوله تعالى أيضا: ١‏ وَيوبُوا إلى الله جَمِيعًا يها المُؤُْوَ لعلسكز تُفْلِحُون 2"”4. وهو أمر منه تعالى للمؤمنين كافة» ومن المعلوم أن الأمر مفاده الوجوب فيجب عليهم جميعًا التوبة» وقد جعل تعالى نتيجة التوبة الفلاح. وكذلك قوله عز من قائل: ا ...إِنَّ الله كب التَّوَايينَ و ف سآ تَطَورِينَ 4 ©

1 من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها فالله تعالى أشد

.8 سورة التحريم:‎ )١( 1 سورة النور:‎ )١(

(") سورة البقرة: 7375.

فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها)”'.

وعن الصادق عَكَهِ: «إن الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها)”".

وعنه عَْكَلِوٍ في قوله تعالى: تويُوا إلى الله نوئة تويك 4 قال: «هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا. قيل: وأينا لم يعد؟ قال: يا فلان إن الله يحب من عباده المفتن التواب)7".

وفي رواية أخرى: «ومن لا يكون ذلك منه كان أفضل)7*).

وعنه عِِتهٍ: «إذا تاب العبد توبة نصوحًا أحبه الله فستر عليه), قيل: وكيف يستر عليه؟ قال: (يسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه ويوحي الله إلى جوارحه. وإلى بقاع الأرض أن أكتمي عليه ذنوبه فيلقى الله تعالى حين يلقاه وليس شىء يشهد عليه بشىء من الذنوب)”2. نلق لكاني» الكليني: ج ".2 ص 0 ”51 -47, تحت رقم8. زفق لمصدر نفسه. تحت رقم 77.

زفرف4 لكاني الكليني: ج25 ص ”2477 تحت رقم 5. 2 لمصدر نفسه: ص 475» تحت الرقم9.

(5) المصدر نفسه: ص5775» تحت الرقم ١١7‏ .

المبحث الأول: حقيقة التوبة ووجوبها

وعن الباقر عت قال: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له. والمقيم على الذنب وهو يستغفر منه كالمستهزئ)7".

وقد انعقد إجماع الأمة بجميع طوائفها ومذاهبها على وجوب التوبة ول يذكر فيه خلاف.

كا إن العقل حاكم بحسنها وقبح تركها فهذه الآدلة الأربعة من كتاب وسنة وإجماع وعقل قائمة على فضلها ووجوبها ثما لا يدع مجالا

لكن قد يقال: إن التوبة هي الندم أو على الأقل إن الندم هو جزء مهم من مركب اسمه التوبة وهو لا يدخل تحت اختيار الإنسان فهو من الأمور القلبية فكيف يكلف الله تعالى الإنسان بالندم وهو ليس باختياره» أليس هو كقول القائل حب فلان أو أبغض فلان مع إن الحب والبغض لا يقعان تحت اختيار الإنسان؟

والجواب: تقدم أن سبب حصول الندم هو العلم السابق بأن الذنوب هي سبب حرمان الإنسان مما يحبه ويطلبه» وتحصيل العلم داخل تحت اختيار الإنسان, فالتكليف به جائز فإذا حصل العلم اشتعلت نار الندم في قلب الإنسانء ليتحقق بذلك ما يكفي من الندم الباعث نحو التوبة.

.11 المصدر نفسه. تحت الرقم‎ )١(

ومن جملة ما استدل به على وجوب التوبة:

أولًا: إنها دافعة للضرر الذي هو العقابء ودفع الضرر الأخروي واخب عقلا.

انيًا: إن العزم على ارتكاب القبائح وترك الفرائض قبيح عقلاء فيجب اجتنابه» وهو لا يحصل إلا بالتوبة.

المطلب الثالث: وجوب التوبة فوري

لااريب في أن وجوب التوبة هو على الفوره لما تقدم من إن أول أجزاء التوبة هو العلم والاعتقاد أن المعاصي مهلكات» ومعرفة أن المعاصي مهلكات من نفس الإيهان» وهذا العلم هو نفس الإيمان» والإيهان واجب على الفورء فتكون التوبة واجبة على الفور.

ويحكم العقل بوجوب التوبة فورّاء لها اجتناب عن القبيح بقاء وترك للعدوان استدامة» ومثل ذلك لا يصح فيه التأخير والتراخي. أضف إلى ذلك إن العقل يحرض على التوبة فورًا لئلا يفوت أوانها ويكون ممن لا تقبل توبته ط وَلَيِْسَت التَويةُ لذي يَعْمَلُونَ السيّنات

حَنَّى إذا حَضَرَ لْحَدَهُمْ المَوْتْ قال إني تَبْتْ الآ ولا الذِين يَمُوتَون وَهُمْ

المبحث الأول: حقيقة التوئة ووجوبها

كنار أوليك أغتدنًا لَهُرْعَذَائًا اليم 074 .

المطلب الرابع: تارك التوبة ناقص الإيمان

كل علم يراد منه أن يكون باعثًا نحو عمل ماء لا تكون له فائدة إلا إذا أنتج ذلك العمل» فالعلم بضرر الذنوب - الذي هو أول أجزاء التوبة - إنما أريد ليكون باعثًا على تركها فمن لم يتركها فهو فاقد لقدر من الإيمان» لما ورد من قوله يه: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن»”", وما أراد النبي يل نفي الإيمان الذي هو الاعتقاد بالوحدانية والرسالة» فإن ذلك لا يناني الزنا والمعاصي» فيجتمع العصيان مع الاعتقاد بهذه الأمور» وإنا أراد به نفي الإيهان بكون الزنا مبعدًا عن الله وموجبًا للمقت كما إذا قال الطبيب: هذا سم فلا تتناوله»» فإذا تناوله الإنسان يقال تناوله وهو غير مؤمن ولا مصدق بقول الطبيبء لا بمعنى أنه غير مؤمن بوجود الطبيب وكونه طبيبًا بل المراد أنه غير مصدق بقوله انه سم مهلكء فإِنَ العالم بالسم لا يتناوله أصلاء فالعاصي بالضرورة ناقص الإييان.

)١(‏ سورة النساء: الآية18.

(؟) بحار الأنوار» المجلسبي: ج78. ص08 7.

فإن للإيهان مراتب كما ورد في أحاديث أئمة أهل البيت 7982"".

كالذي رواه عبد العزيز القراطيسي قال: قال لي أبو عبد الله عييتاٍ: «يا عبد العزيز إن الإيهان عشر درجات بمنزلة الع يصعد منه مرقاة بعد مرقاة فلا يقولنَ صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شيء حتى ينتهي إلى العاشر)”".

وكذلك ما ورد عن الإمام الصادق عَلِتَاهِ أنه قال: «الإسلام درجة والإيمان عن الإسلام درجة. واليقين على الإيوان درجة. وما أوتي الناس أقل من اليقين)”".

وعن أبي عمرو الزبيدي (عن أب عبد الله عاج أنه قال: (... الإيمان حالات ودرجات وطبقات ومنازلء فمنه التام المتتهي تمامه. ومنه الناقص البيّن نقصانه. ومنه الراجح الزائد رجحانه». قلت: إِنَّ الإيهان ليتم وينقص ويزيد؟ قالطْتا: انعم...». قلت:.. فمن أين جاءت زيادته؟ فقال طِك: «قول الله ع وجلّ: 9 وَإذَامَا

709:14 راجع ته تفسير الميزان‎ )١( أصول الكافي: ج؟؛ ص5 ح؟»؛ كتاب الإيهان والكفر» باب آخر من درجات الإيوان.‎ )( .70/ تحف العقول:‎ )(

المبحث الأول: حقيقة التوئة ووجوبها

ريت ول بر لظ اكه هو انا 6 شيف ما

َرَادنْهُمْ | كان و و “وزيا الْذِينَ في وه 0 فرَادنْهُمْ رِجْسًا إلى رجسهن. وقال ير قد لفن ا بالشق؟ وريه اموا وري وزاتاشة حت »” "ولو كان ةلا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على الآخر ولاستوت النعم فيه ولاستوى الناس وبطل التفضيلء ولكن بتتام الإيهان دخل المؤمنون الجنة» وبالزيادة في الإيهان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله وبالنقصان دخل المفرّطون النار)”".

ثم إن صاحب الإيهان الضعيف قريب من أنْ تنقلع شجرة إيمانه إذا صدمتها الرياح العاصفة المحركة للإيهان في مقدمة قدوم ملك الموت ووروده» فكل إيمان لم يثبت في النفس أصله ول تنتشر في الأعمال فروعه لم يثبت على عواصف الأهوال عند ظهور ناصية ملك الموت وخيف عليه سوء الخاتمة إلا ما سُّقي باء الطاعات على توالي الأيام والساعات حتى رسخ وثبت.

وقول العاصي للمطيع: إن مؤمن ى| إنك مؤمن كقول شجرة القرع )١(‏ سورة التوبة: 5 .١750-١5‏

()سورةا لكهف: .1١7‏ زفرف أصول الكاني» الكليني: ج؟» ص" /١‏ وخرة كتاب الإيهان والكفر.

لشيجرة الصكوير: أنا شجرة وأنث شجرة: وما سح حوانب شحرة

الصنوبر إذ قالت: ستعرفين اغترارك بشمول الاسم إذا عصفت رياح

الخريف فعند ذلك تنقلع أصولك وتتناثر أوراقك وينكشف غرورك

بالمشاركة في اسم الشجرة مع الغفلة عن أسباب ثبوت الأشجار. وسوف ترى إذا انجلى الغبار أفرس تحتك أو حمار فهذا أمر الغفلة يظهر عند الخاتمة.

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

المبحث الثاني: شروط التوبة وآثارها

المطلب الأول: وجوب التوية عام لا ينفك عنه أحد

قد دل القرآن الكريم على شمول وجوب التوبة للناس كافة وفي سائر الأحوال» كقوله تعالى: 8 ... ويويُا إلى الله جَمِيعًا أَيَا الْمُؤْمِنُوَ لَعلَكرْتُفيحُوى 274, فعمّم الخطاب للمؤمنين كافة» وك إن الْظر البسيط يقتضي الحكم بذلك. إذ معنى التوبة الرجوع عن الطريق المبعد عن الله تعالى والمقرب من الشيطان.

توضيح ذلك:

إن غريزة العقل في الإنسان لا تكتمل فيه إلا بعد كال غريزة الشهوة والغضب وسائر الصفات المذمومة التي هي وسائل الشيطان إلى إغواء الإنسان فقد ذكر علماء الأخلاق إن كمال العقل لا يكون الا عند مقاربة الأربعين وأصله يكون عند مراهقة البلوغ ومباديه - أي العقل - تظهر بعد سبع سنين» والشهوات جنود الشيطان والعقول جنود الملائكة» وإذا اجتمعا قام القتال بينهها بالضرورة: إذ لا يمكن

.3١ سورةالنور:‎ )١(

أن يجتمعاء فالتطارد بينهما كتطارد الليل والنهار والنور والظلمة» وإذا كانت الشهوات تكمل في الصبا والشباب قبل كمال العقل فقد سبق جند الشيطان واستولى على المكان ووقع للقلب انس وألفة لما تقتضيه قوة الشهوة وغلب ذلك عليه وتعسر عليه تركهاء ثم يلوح العقل الذي هو حزب الله وجنده ومنقذ أوليائه من ايدي أعداته شيئا فشيئا على التدريجء فإن لم يقو ولم يكتمل سلمت مملكة القلب إلى الشيطان وأنجز اللغاى عه عفن قال الضق تنارلة ونان لمك رد ليلا ”» وإن قوي العقل وكمل كان أول شغله قمع جنود الشيطان بكسر الشهوات ومفارقة العادات بواسطة العبادات ولا معنى للتوبة إلا هذا وهو الرجوع عن طريق الشهوة إلى طريق الله تعالى.

إذن أكثر الناس تكون شهوته سابقه على عقله وغريزته التي هي عدة للشيطان متقدمة على غريزته التي هي عدة للملائكة فكان الرجوع عم| يساعد على الشهوات ضرورية في حق كل إنسان فإذن كل من بلغ كافرا جاهلا فعليه التوبة من كفره وجهله. فإن بلغ مسل) تبعا لأبويه غافلا عن حقيقة إسلامه فعليه التوبة من غفلته بفهم معنى الإسلام» فإن م تكن التوبة للغافل عن حقيقة الإسلام واجبة فهي ما ندب إليه الشارع المقكدسء فإنه لا يغني عنه إسلام أبويه شيئا مالم يسلم بنفسه. فإن فهم

17 سورة الإسراء:‎ )١(

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

ذلك فعليه الرجوع عن عادته وعن الاسترسال وراء الشهوات من غير صارف والانكفاف بحفظ حدود الله تعالى وهو من أشق أبواب التوبة.

وأما وجوب التوبة على الدوام وفي كل حال فدليله: أن كل إنسان غير معصوم لا يخلو عن معصية بجوارحه فأن خلا في بعض الأحوال عن معصية الجوارح فلا يخلو عن الهم بالذنب بالقلب, فإن خلا عن الهم فلا يخلو عن وسواس الشيطان بإيراد الخواطر المتفرقة التي تذهله وتشغله عن ذكر الله فإن خلا عنه فلا يخلو عن غفلة.

وقصور في العلم بالله وصفاته وآثاره» وكل ذلك نقص وله أسباب وترك هذه الأسباب هو في الحقيقة رجوع وتوبة منها.

قد يقال: هذا حال غير المعصومين فما حال المعصوم؟

وهنا ينبغي التنبيه على إن استغفار الأنبياء والأوصياء © ليس لذنب ارتكبوه بل إنها هو لزيادة الأجر والاعتراف بتقصيرهم في حق الله تعالى.

روى في الكاني بسند حسن عن على بن رتاب قال: سألت أبا عبد لله نيه عن قول الله تعلل: «[ وما أَابِصكؤْمِن١مْصبيَة‏ ْنَا سيت احص ودورة متو 7" أرأيت ما أصاب علي عَكَاهِ وأهل

بيته من بعده أهو بم| كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟

)١(‏ سورة الشورى: خرة

فقال: «إن رسول الله + يي كان يتوب إلى الله ويستغفره ه في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب إن الله بخص اولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب»"''.

وبإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: قلت له: 8 فَإِذَا اك القذاة فَاْتَعِذٌ باللّه من الشيّطان ب الرتجيم" نه ليْسَ لَهُ سلطان* 4 عن انين انق وان بل يفريه لل تقال اا افيه تسلطه والله من المؤمن على بدنه ولا يسلط على دينه وقد سلط على أبوب فشوه < خلقه ولم يسلط على دينه وقد يسلط من المؤمنين على أبداهم ولا يسلط على دينهم)”".

قديقال: إِنّْ الإنسانإذا حصل ملكة العدالة وكان مستقي) على جادة الشريعة بن يفعل كل الواجبات ويترك جميع المحرمات فلا يجب عليه تحصيل الدرجات العليا من الكمال والتي هي أعلى من درجة العدالة المعتبرة في الفقه. وعليه فلا يجب على هذا المكلف أن يتوب من المرتبة السياقة ؟ )١(‏ الكاني» الكليني: ج؟» ص٠5‏ تحت رقم 7.

(؟) سورة الشورى: /14-9. زفر4 الكاني» الكليني: ج8» (كتاب الروضة)» ص788.

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

الجواب: إن المراد من الوجوب أحد معنيين:

الأول: بمعنى الإلزام الشرعي الذي هو أحد الأحكام التكليفية الخمسة وهو المستعمل في الفقه.

الثاني: بمعنى ما كان مقدمة للمطلوب.

وبعبارة أخرى؛ إن الإنسان إذا أراد شيئا وهذا الثبىء له مقدمات فلابد من تحصيل هذه المقدمات. فمثلا الصلاة المندوبة ليست واجبة على المككلف. إلا إننا نقول: إذا أردت هذه الصلاة فيجب عليك أن تتوضاء فالوجوب هنا ليس بمعنى الإلزام الشرعيء وإنما هو بمعنى أن الصلاة المندوبة التي أرادها المكلف لا تتم إلا بالوضوء فهو مقدمة لها.

وهنا نقول وجوب التوبة المذكور هو بهذا المعنى» فإذا أراد الإنسان أن يصل إلى الدرجات العليا من الكمال فلابد له من التوبة» لأنما مقدمة لما.

فالعدالة المعتبرة في الفقه توجب أصل النجاة» لكن ما وراء هذا الأصل من السعادات. فلا نال إلا بالتوبة مما كان عليه.

ولهذا سعى الأنبياء والآولياء والعلماء» وعليه كان حرصهم وحواليه كان تطوافهم» ولأجله كان رفضهم لملاذ الدنيا حتى انتهى عيسى عَلِتَلاٍ إلى توسد الحجر في منامه فجاء إليه الشيطان وقال: أما كنت تركت

الدنيا للآخرة؟ فقال عَليك: نعم وما الذي حدث؟ فقال: توسدك لهذا الحجر تنعم بالدنيا فلم لا تضع رأسك على الأرض» فرمى عيسى بالحجر ووضع رأسه على الأرض"'.

وكان رميه الحجر توبة عن ذلك التنعم» افترى أن عيسى كياد يعلم أن وضع الرأس على الأرض لا يسمى واجبًا في الفقه! فتأمل أحوال هؤلاء الذين هم أعرف خلق الله بالله وبالطريق إلى الله.

فمن التفت إلى هذه النكتة علم أن لزوم التوبة النصوح لازم للعبد مهما وصل به الكمال ولو عمر عمر نوح كته وآن ذلك واجب عليه من غير مهلة.

ولقد صدق من قال: لو لم يبك العاقل فيا بقي من عمره إلا على فوت ما مضى منه في غير طاعة الله لكان خليقًا أن يحزنه ذلك إلى امات وكسوين متحبل مانن كن شمر يمثل ها مدى من هله

وإنما قال هذا لأن العاقل إذا ملك جوهرة نفيسة وضاعت منه بغير فائدة بكى عليه لا محالة وإن ضاعت منه وصار ضياعه سبب هلاكه كان بكاؤه نه أشذه وكل ساغة من العمربل كل لفس سه جوهزة نفيسة لا خلف لما ولا بدل منهاء فإنها قادرة على أن توصلك إلى سعادة

(١)المحجة‏ البيضاء» للفيض الكاشاني: جلا ص4 0

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

الأبد وتنقذك من شقاوة الأبد وأي جوهرة أنفس من هذاء فإذا ضيعناها في الغفلة فقد خسرنا خسرانًا مبيًا وإن صرفناها إلى معصية فقد هلكنا هلاكا فاحشة؛ فإن كنا لا نبكي لهذه المصيبة فذلك لجهلناء ومصيبتنا بجهلنا أعظم من كل مصيبة» لكن الجهل مصيبة لا يعلم صاحبها أنه صاحب مصيبة فإن نوم الغفلة يحول بينه وبين معرفته «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا»”'', فعند ذلك يتكشف لكل مفلس إفلاسه ولكل مصاب مصيبته» وقد وقع اليأس عن التدارك.

قال بعض العارفين: إن ملك الموت إذا ظهر للعبد أعلمه أنه قد بقي من عمرك ساعة وأنك لا تستأخر عنها طرفة عين فيبدو للعبد من الحزن والأسف والحسرة ما لو كانت له الدنيا بحذافيرها لخرج منها على أن يضم إلى تلك الساعة ساعة أخرى ليتدارك تفريطه فلا يجد إليها سبيلا وهو أول ما يظهر من معاني قوله تعالى: 9# وَحِيل بَيتْهُمْ وَبَيَْ ما را

بإنه الوضار تولت مان بر :ميت فيل أ 0 فيفول رب لولا لحَرئي إل أَجَلِة قريب فص وأحكن 'مِن الصالحين *

(1) سورة سبأ: 06.

وَلَنْيُوَخَرَ الله نفْسا ذا جا أجَلُّهَا وَاللّه حَبريمَا تعْمَلُوَى 204.

فقيل الأجل القريب الذي يطلبه معناه أنه يقول عند كشف الغطاء للعبد: يا ملك الموت أخرني يوما أعتذر فيه إلى ربي وأتوب وأتزوّد صا حا لنفسيء فيقول: فنيت الأيام فلا يوم» فيقول: أخرني ساعة فيقول: فنيت الساعات فلا ساعة» فيغلق عليه باب التوبة فيغرغر بروحه وتتردد أنفاسه في شراسيفه ويتجرع غصة اليأس عن التدارك وحسرة الندامة على تضييع العمر فيضطرب أصل إيانه في صدمات تلك الأحوال فإذا قعقت تنشه إن كاتوسيفف لندمن الله اليس حرجت زوه عل التوضيو :وذللف بحس اتلفاقة + وان ميق له القضياءبالققورة-:والعياذ بالل - تخرحت روحه عل الشاك والاضطرابة وذللق سوء اتلقاقة:

ومثل هذا قال تعالى: « وَلَيْسّتِ التَوبةُ لِلْذِينَ يَعْمَلُونَ السيّات 21082 قن يم بل التوبة كها قال تعالى: ا إِنّمَا التَوةُ عَلَى الله لِلَذِينَ يَحْمَلُوس الس بِجَهَالَةِ ثرَيَتويُوَ مِنْ قريب 74"» ومعناه عن قريب من وقت الخطيئة بأن يتندم عليها ويمحو آثارها بحسنة يردفها بها قبل أن يتراكم الرين على القلب فلا

.1١١-1١١ سورةالمنافقون:‎ )١( .١8 (؟) سورة النساء:‎

(") سورة النساء: /ا١.‏

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

يقبل المحوء ولذلك قال يَي: «أتبع السيئة الحسنة تمحها»)""".

وقال لقمان لابنه: يا بني لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتٍ بغتة» ومن ترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف كان بين خطرين عظيمين أحدهما أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي حتى يصير رينا وطبعا فلا يقبل لمعمو

والثاني أن يعاجله المرض أو الموت فلا يجد مهلة للاشتغال بالمحو ولذلك ورد في الخبر «إن أكثر صياح أهل النار من التسويف)”".

فيا هلك من هلك إلا بالتسويف فيأتي الله بقلب غير سليم فالقلب والعمر أمانتان لله عند العبد فمن خان الأمانة ول يتدارك خيانته فهو على خطر.

قال بعض العارفين: إن الله تعالى إلى عبده سرين يسرهما إليه على سبيل الإلهام أحدهما إذا خرج من بطن أمه يقول له: عبدي قد أخر جتك إلى الدنيا طاهرًا نظيفًا واستودعتك عمرك وائتمنتك عليه فانظر كيف تحفظ الآمانة» وانظر كيف تلقاني.

والثاني عند خروج روحه يقول: عبدي ماذا صنعت في أمانتي عندك

.797 بحار الأنوار: ج78. ص‎ )١( .7 زفق المحجة البيضاء: ج/اء ص‎

هل حفظتها حتى تلقاني على العهد فألقاك على الوفاء أو أضعتها فألقاك بالمطالبة والعقاب.

واليه الاشارة بقوله تعالى: ...ابوط عيبي أوفب بعهدِحكئْ... 2074 وبقوله تعالى: 8 وَالَذِينَ هُدْ لَمَائاتهِمْ وَعَهْدِهِمْ

اعون 74" .

المطلب الثاني: شروط التوبة النصوح قال تعالى: مااي" لين أَسرهُوا على اهما فوا مين رَحْمَة لإ نالل َغْفِرُ دنوب جَمِيًا َه هو لْعَُوُ رجي » 27 لادان وزيا انها لاتير التو بولند ري 10 على العبد أن يحسن الظن بالله تعالى ويعلم أنه غفور رحيم فيرجع إليه طالبًا العفو والصفح «فمن تاب تاب الله عليه)””'. وعليه أن يتيقن أن الله تعالى قادر على مغفرة الذنوب للذين يتوبون بصدق وإخالاصء وقد

.5١ سورة البقرة:‎ )١( .8 سورة المؤمنون:‎ )0( .61" سورة الزمر:‎ )"( .4 سورة التحريم:‎ )5( . جامع الاخبار: ج4: ص؟‎ )0(

المبحث الثاني: شروط التوبة وآثارها ورد في الروايات الشريفة أن الله تعالى يبدل سيئات التائب حسنات.

والمسلم العاقل هو الذي يَُومُ نفسه ويأخذ بزمامها إلى ما فيه مرضاة الله تعالل» ويمنع نفسه من الجنوح إلى الوقوع في المعاصي والانغماس في الشهوات المحرمة.

وباب الله مفتوح للطالبين والطرق إليه بعدد أنفاس الخلائق» وأبواب مغفرته للتائبين مشرعة. ولا مفر منه إلا إليه فمن أراد النجاة والفوز في الدنيا والآخرة» عليه أن يجعل الله تعالى نصب عينيه» ويتوجه إليه طالبًا مرضاته وللتوبة النصوح شروط ومقدمات نذكرها على الإجمال وسيأتيك تفصيلها عن قريب فانتظر:

-١‏ أن يترك الذنب ويقلع عنه بنية صادقة وقلب سليم.

؟- الندم على ارتكاب الذنب وما صدر من سيئات.

“- العزم على عدم العودة للذنب.

- أن يكثر الاستغفار وأن يجعل نفسه بين النوف والرجاء.

- أن ميجر أصدقاء السوء بلا رجعة» وليغيرن حتى الملابس التي كان يرتديها أيام معصيته.

5- إذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآخرين كأكل مال اليتيم ظدًا وعدوانًا أو الاعتداء عليهم بالضرب ونحوه. فلا بد من الخروج من

هذه المظالم ونحوها وردها إلى أهلها واسترضاء المعتدى عليه.

- إتلاف المحرمات الموجودة عند الإنسان كالات اللهو والفساد أو حجبها واستعالها بها هو جائز: ى) في الأجهزة المرئية ونحوهاء فيمتنع عن مشاهدة الأفلام الخليعة واستماع الأغاني ونحو ذلك.

4- أن تعمد إلى البدن الذي نبت لحمه من الحرام» فتذيبه في طاعة

4- وقوع التوبة قبل بلوغ الروح إلى الحلقوم» قال تعالى: # وَلِيْسَتِ الها انيوخ يتتلورج النتتات بح ٠:‏ اعد كاتف المونت قال إن الخ ول الددية سر وم كنار أونلفة أعنا متها يما 277.

-١‏ أن تذيق البدن ألم الطاعة ك) أذقته حلاوة المعصية.

ومن هنا وبعد الالتزام بالشروط المذكورة تتحقق التوبة النصوح.

وما أجمل أن يكون المرء قريبًا من ربه بعد أن كان بعيدًا منه» فيتذوّق طعم القرب والمناجاة» بعد أن ذاق مرارة البعد والجفاء» فيجيب داعي الله مسارعًا إلى الدخول في عداد الصالحينء ملبيًا نداء الحق تعالى: يا

.١8 سورة النساء:‎ )١(

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

الذي نَآمَمُوا وو إِلَىاللّهِتوَة نوا 2774 .

ومن مام التوبة التوجه إلى الله تعالى بقلب سليمء والإقبال على الأعمال الصا حة والابتعاد عن الأعمال المحرمة» وكل ما له صلة بالمعاصي والمخطاياء وأن يختار الرفقاء الصالحين ومجالس الوعظ وتعلم الأحكام الشرعية» لاسي الابتلائية منها والالتزام بأدائها.

قال تعالى: ل إلا من كاب وام وَعملَعَمَلا صَالًِا فلك يبدل اللّهُ سَيكَاتهمْحَسَئَاتٍ ولك ارا يا

وورد في الدعاء عن الإمام زين العابدين6تاه: (إلهي أن الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك سميته التوبة» فقلت: ا توُوا إلى اللّه

َوْيَةَ نَصُوحًا #: فا عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه».

المطلب الثالث: آثار التوية النصوح

من المعلوم أن العبودية مراتب ودرجات, ولعل أبرز درجات الرقي والكمال في مجال العبودية التوبة» فهي من أبرز مصادق العبودية

.8 سورة التحريم:‎ )١(

(1) سورة الفرقان: ./١‏

والرجوع إليه تعالى بعد فراق وغياب.

والتوبة هي خروج من غياهب الجهل إلى مدار العلم» ومن لحج الظلءات إلى عالم النور» ومن منزل الشيطان إلى ساحة الرحمن» ومن رق عبودية ال هوى إلى إخلاص الدين لله تعالى» ومن بحور الذنوب والمعاصي إلى منازل الكرامة والتقى» ومن العاية إلى الهداية» ومن الضلال إلى الرشد ومن الجنون إلى عالم العقل والحكمة والرشده ومن العلل والسقم إلى الشفاء والراحة» ومن الألم إلى الارتياح ومن الجزع إلى الصبر ومن التجبر والتكبر إلى الخضوع والتذلل بين يديه تعالى. وفي هذا الميدان الفسيح يطل علينا أمير المؤمنين يتب لينقلنا إلى عالم ال هداية والورع بقوله

0-3

المبارك من خطبة كريمة له فيقول كا: «أَيَا اناس إِنَهُ لا ضَرَفَ أَعُلّ م ,: 006030 2 ع كه 3 2 68 فس” وري م 2 مِنَ الإسلام؛ وَلا كرَمَ أعز مِنَ التقوؤى. ولا مَعقل أحرّر مِنَ الوَرَع

ضر 2 6 م أ 02 02 200 َه 7 6 1 ا وَلا شفِيع أنجَح مِنَ التوبّة» وَلا لِّاسَ أَخمَل مِنَ الْعَافِيَةَ ولا وقايَة

أْمْنَءَ م النََلَامَةَ ولا مَالَ أُذْمَب بالقَاقة م الدّضًَا بالقتاعة ولا كن منع من عر بالفاقة من بالقناعة» و

- ع

عْنَى مِنَ الْمَنُوع» وَمَنِ اقْتصَرَ عَلَ بُلْعَةِ الْكَمَافِ قَقَدِ الْنَظَمَ الرَاحةَ

ٍ- 5 727 ج000 22 م6 سس يسالفة ‏ 2 + اه 2

+ أ سي سوس 2 2 - ه سس 5 2 2 وَتَبَوأحَفْض الدَعَةَ وَالرّعْبَةَ مفتاح التعب. وَالِاحْتَكَارَ مَطِيَّةَ النصّب»

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

وَالحْسَدُ آقّة يِه وَالرْضٌ اع ِل لتقَحُم في الذنُوبٍ. 60

فهلا اتعظنا بكلام الإمام 0 إمام الكلام) واتبعنا النهج الذي خطه لنا وسار عليه الصا حون وجعلناه نصب أعيتناء فإن الله تعالى غفور رحيم ولكنه تعالى في نفس الوقت شديد العقاب.

غفور رحيم لعباده الذين يقرون بذنوبهم ويعترفون بخطاياهم ثم يتوبون إليه (عز اسمه)» ويعقبون توبتهم بالندم والعمل الصالح.

وشديد العقاب لمن تكبر على الله وطغى ثم أبى التوبة وأصر على ذنبه تمردًا وعصياناء ومن تمام نبج الأنبياء والمرسلين والأوصياء والصالحين من عباده عبادة الله بين النوف والرجاء النوف من عذابه وسخطه والرجاء ل رحمته وثوابه.

قال تعالى: «[ تَتَجَافَى جْبُوبْجُرْعَن الْمَضَاجِع يَدْعُو ن رَبَهُرْحْوْقا وَطِمَعَا وَمِمَآ رَرَتاهْ رْينْفِقَون 04" .

ورد عن النبي الأكرم 45 عي قال: «إن لله تعالى ملكا ينزل في كل ليلة فينادى: يا أبناء العشرين جدّوا واجتهدواء ويا أبناء الثلاثين لا تغرنكم الحياة الدنياء ويا أبناء الأربعين ماذا أعددتم للقاء

)١(‏ الكافي: ج8» ص5 :١‏ جزء من خطبة الوسيلة. (؟)سورةا لسجدة: .١5‏

ربكم؟ ويا أبناء الخمسين أتاكم النذير, ويا أبنا الستين أنتم زرع آن حصاده. ويا أبناء السبعين نودي لكم فأجيبواء ويا الثانين أتتكم الساعة وأنتم غافلون» ثم يقول: لولا عباد ركع. ورجال خشع. وصبيان رضع.ء وأنعام رتع» لصب عليكم العذاب صبا)"'".

كم أهلكت الذنوب من الأمم والشعوب الماضية فهل بقيت لهم من باقية؟

قال تعالى: « وَكرْ أفل كنا من القَرُونٍ مِن بَعْدِ نوع وَكَفَى روك بذَتُوب عِبَادو حَبينابَصيا 4 27

إن أثر التوبة هو إزالة السيئات النفسانية التي تجر الإنسان إلى الشقاء في حياته الآولى والأخرى فيرجع التائب بعد ندمه وعزمه مع الترك في المستقبل أبيض السريرة كيوم ولدته أمه وبالتالي يسقط عنه العقاب.

وأما الأحكام الشرعية المترتبة على الأعمال السالفة فتبقى على حاماء إذ ليس للتوبة تأثير إلا في إصلاح النفس وإعدادها للسعادة الأخروية» ولذلك يجب الخروج عن مظالم العباد أولا وتدارك ما فات من الفرائض ثانية.

.١1/ سورة الإسراء:‎ )١(

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

فإن السيئة العارضة على النفس بسبب هضم حقوق الناس لا ترتفع إلا برضاهم. لأنه سبحانه احترم حقوقهم في أموالهم وأعراضهم ونفوسهم.

قال المفيدة:: إن من شرط التوبة إلى الله سبحانه من مظالم العباد الخروج إلى المظلومين من حقوقهم بأدائها إليهم أو باستحلالهم منها على طيبة النفس بذلك والاختيار له» فمن عدم منهم صاحب المظلمة وفقده خرج إلى أوليائه من ظلامته أو استحلهم منها على ما ذكرناه ومن عدم الأولياء حقق العزم على الخروج إليهم متى وجدهم واستفرغ الوسع في ذلك بالطلب في حياته والوصية له بعد وفاته» ومن جهل أعيان المظلومين أو مواضعهم حقق العزم والنية في الخروج من الظلامة إليهم متى عرفهم وجهد وأجهد نفسه في التّاسهم, فإذا خاف فوت ذلك بحضور أجله وصى به على ما قدمناه» ومن لم يجد طولا لرد المظالم سأل الناس الصلة له والمعونة على ما يمكنه من ردها أو آجر نفسه إن نفعه ذلك وكان طريقَا إلى استفادة ما يخرج به من المظالم إلى أهلها.

والجملة في هذا الباب أنه يجب على الظالمين استفراغ الجهد مع التوبة في الخروج من مظالم العباد» فإنه إذا علم الله ذلك منهم قبل توبتهم وعوض المظلومين عنهم إذا عجز التائبون عن رد ظلاماتهم» وإن قصر

التاتبون من الظلم فيا ذكرناه كان أمرهم إلى الله عز وجل فإن شاء عاقبهم وإن شاء تفضل عليهم بالعفو والغفران» وعلى هذا إجماع أهل الصلاة من المتكلمين والفقهاء”".

ولأجل ذلك قال أمير المؤمنين طُِتهِ: «والثالث أن تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله عز وجل أملس ليس عليك تبعة, والرّابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها)"".

والمتبادر من الآيات والروايات أن التوبة بنفسها مسقطة للعقاب بقوله سبحانه: ا وَإذَا جَائك الَذِينَ يُؤْمُِو ياتا فَقُلْ سَلامٌ يكز دكين حك عن فجي الرذكيه الذاترن عون وتحظ بو كوالة 5 تَاب من بَعْدِهٍ وََصلَحَ نه غَفُورُ رَحِيمٌ 20#

ومن هنا يظهر لنا مقام التوبة وآثرها على الفرد والمجتمع وما تجره من آثار إيجابية في الدنيا والآخرة» والعبد المؤمن دائم| وأبدًا يسعى لنيل رضا بارئه وتحصيل الطاعة والاعتراف والإقرار بذنوبه وخطاياه بين يدي رب العزة والجلال» وهذا من مقامات ومنازل العبودية لعباد الله الصالحين.

./17 أوائل المقالات في المذاهب والمختارات: ص‎ )١( .)5١ا/( (؟) ببج الصباغة في شرح نبج البلاغة: الحكمة‎ 65 سورة الأنعام:‎ )”(

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

المطلب الرايع: التوية الجامعة للشرائط مقبوئلهة

خلق الله القلوب نقية فكل مولود يولد على الفطرة وإن) تحصل كدورة فيها من غبرة الذنوب وظلمتها ولا يحرق هذه الكدرة إلا نار الندم» فإن نور الحسنة يمحو من وجه القلب ظلمة السيئة» وأنه لا طاقة لظلمة المعاصي مع نور الحسناتء كما لا طاقة لظلام الليل مع نور النهار وكدورة الوسخ مع بياض الصابون. فا إن الملك لا يقبل أن يلبس لباس وسخاء فكذلك القلب المظلم لا يقبله الله تعالى لأن يكون في جواره» وكا إن استعمال الثوب في الأعمال الخسيسة يوسخ الثوب وغسله بالصابون والماء الحار ينظفه لا محالة فاستعمال القلب في الشهوات يوسخ القلب وغسله بماء الدموع وحرقة الندم ينظفه ويطهره ويزكيه» وكل قلب زكي طاهر فهو مقبول» ى| إن كل ثوب نظيف فهو مقبول فإن| علينا التركية والتطهير.

فأما القبول فمبذول قد سبق به القضاء الأزلي» فقد قال الحق تعاللى: © قَدافلَمَ مَْرَكاهَا 204".

وهذا البيان كاف عند ذوي البصائر في قبول التوبة» ولكنا نعضد جناحه بنقل الآيات والأخبار والآثار» فقد قال تعالى: 8 غَافِر الذَنْبِ

.9 سورة الشمس:‎ )١(

وَقَابلٍ التّوؤب... 74" وقال أيضا: ١‏ وَهُوَ الَنِي يَقبَلُ التو عن عِبَادِهِ 4" إلى غير ذلك من آيات الكتاب العزيز.

وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عَيِنهِ قال: ايا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة» أما والله انبا ليست إلا لأهل الإيهان. قلت: فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة. فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته؟ قلت: فإن فعل ذلك مرارة يذنب ثم يتوب ويستغفر؟ فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة» وإن الله غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئات. فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله»”".

وعن الإمام الصادق كك قال: «العبد المؤمن إذا أذنب ذنبا أجله الله سبع ساعات فإن استغفر الله لم يكتب عليه شيء. وإن مضت

(0) سورة الشورى: 50.

المبحث الثاني: شروط التوبة وآثارها بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له. وإن الكافر لينساه 00

من ساعته

بالإقرار»”""» وعنه عِاٍ: «من أذنب ذنبا فعلم أن الله مطلع عليه إن

» وعنه عَيكَاهِ قال: (إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلا

شاء عذبه. وإن شاء غفر له غفر له وأن لم يستغفر»”".

وعن أب عبد الله أو عن أبي جعفر هيا قال: «إن آدم عند قال: يا رب سلطت علي الشيطان وأجريته مني مجرى الدم فاجعل لي شيئاء فقال: يا آدم جعلت لك أن من هم من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه فإن عملها كتبت عليه سيئة ومن هم منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة فإن هو عملها كتبت له عشراء قال: يا رب زدني» قال: جعلت لك أن من عمل منهم سيئة ثم استغفر له غفرت له. قال: يارب زدني» قال: جعلت هم التوبة أو قال: بسطت م التوبة

.” المصدر نفسه: ج37 ص 5777 تحت الرقم‎ )١( .5 (؟) المصدر نفسه: ج27 ص5 57 تحت الرقم‎ 0 المصدر نفسه: ج27 ص3737 رقم‎ 2(

حتى تبلغ النفس هذه. قال: يا رب حسبي)"".

عن معاوية بن وهب قال: (خرجنا إلى مكة ومعنا شيخ متأله متعبد لا يعرف هذا الأمر يتم الصلاة في الطريق ومعه ابن أخ له فمرض الشيخ فقلت لابن أخيه: لو عرضت هذا الأمر على عمك لعل الله أن يخلصه. فقال كلهم: دعوا الشيخ حتى يموت على حاله فإنه حسن الحيئة» فلم يصبر ابن أخيه حتى قال له: يا عم إن الناس ارتدوا بعد رسول الله يي إلا نفرة يسيرة» وكان لعلي بن أبي طالب عََهِ من الطاعة ما كان لرسول الله يي وكان بعد رسول الله الحق والطاعة له» قال: فتنفس الشيخ وشهق وقال: أنا على هذا وخرجت نفسه.

فدخلنا على أبي عبد الله ع كه فعرض علي بن السري هذا الكلام على أبي عبد الله متخ فقال: هو رجل من أهل الجنة» قال له علي بن السري: إنه لم يعرف شيئا من هذا غير ساعته تلك!؟ قال: فتريدون منه ماذا؟ قد دخل والله الجنة)(").

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

المطلب الخامس : كيفية التوية النصوح

ذكرنا آنفاً إن التوبة عبارة عن ندم يورث عزمة وقصدا وذلك الندم يورثه العلم بكون المعاصي تحول بينه وبين ما يحب. ولكل واحد من العلم والندم والعزم - التي تشكل الأركان الثلاثة للتوبة - كمال ولتمامها وكالها علامة ولدوامها واستمرارها شروط فلابد من بيانها:

)١‏ أما العلم فتمامه أن ينظر في سبب التوبة وسيأتي”).

؟) وأما الندم فهو توجع القلب عند شعوره بفوات المحبوب وعلامته طول الحسرة والحزن وانسكاب الدموع وطول البكاء» فمن ستشعر عقوبة نازلة بولده أو ببعض أعزته طالت عليه مصيبته وبكاؤه. وأي عزيز أعز عليه من نفسه؟ وأي عقوبة أشد من النار؟ وأي تخبر أصدق الله ورسوله وأهل بيته ##. ولو حدثه إنسان واحد يسمى طبيبة أن ولده المريض لا يبرأ وأنه سيموت لطال في الحال حزنه» فليس ولده بأعز من نفسه ولا الطبيب بأعلم ولا أصدق من الله ورسوله والمعصومين ولا الموت بأشد من النار» فكلما كان ألم الندم أشد كان تكفير الذنوب به أرجى, فعلامة صحة الندم رقة القلب وغزارة الدمع.

ومن علامته تمكن مرارة تلك الذنوب في قلبه بدلا عن حلاوتها

)١(‏ سيأتي الكلام عنه تحت عنوان (طريق العلاج لحل عقدة الإصرار)» فانتظر.

فيستبدل بالميل إلى الذنب كراهية له. وبالرغبة فيه نفرة منه. وقد ورد عن أمير المؤمنين مِِتَهِ لقائل قال بحضرته: (أستغفر الله)» (ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان:

أولها: الندم على ما مضى.

والثاني: العزم على ترك العود إليه أبدا.

والثالث: أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس

والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها.

والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهم| لحم جديد.

والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة ك) أذقته حلاوة المعصية» فعند ذلك تقول أستغفر الله" ,

فإن قال قائل: إن الإنسان يقارف الذنوبء لأنه يشتهيها ويلتذ بهاء وقد بينت الرواية السابقة هذا المعنى بقوله عِكَاهِ: (ما أذقت حلاوة المعصية)؛ فكيف يجد مرارتها بقولكم: (ومن علامته تمكن مرارة تلك

.511/ نبج البلاغة ص7/؟ حديث‎ )١(

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

الذنوب في قلبه بدلا عن حلاوتها)؟

قلنا: نقرب الجواب بمثال: فإن من تناول عسلا كان فيه سم ولم يدركه بالتذوق واستلذه. ثم مرض وطال مرضه وألمه. فإذا قدم إليه عسل فيه سم مرة أخرى فتجده ينفر منه أشد ما تكون النفرة حتى لو كان في غاية الجوعء بل ربما ينفر من كل عسل حتى لولم يكن فيه سم لشبهه به. فوجدان التائب مرارة الذنب كذلك السم ولا تصح التوبة ولا تصدق إلا بمثل هذا الإيمان. فهذا شرط تمام الندم وينبغي أن يدوم إلى الموت» وينبغي أن يجد هذه المرارة في جميع الذنوبء. وإن لم يكن قد ارتكبها من قبل» ى) يجد متناول السم في العسل النفرة من الماء اليارد كل] علم أن فيه مثل ذلك السم.ء فإنه لم يكن ضرره من العسل بل با فيه من السم.ء ولم يكن ضرر التائب من سرقته وزناه من حيث أنه سرقة وزناء بل لما في السرقة والزنا من مخالفة أمر الله تعالى» وذلك جار في كل ذنب.

*") وأما القصد الذي ينبعث منه وهو إرادة تدارك الذنب الذي اقترفه» فشرط كاله هو أن يوجب ترك كل محظور و محرم يقترفف وامتثال كل فرض متوجه إليه في الحال» وأداء ما بذمته من حقوق مالية

للغير» وقضاء ما فاته من العبادات» وأن ينوي دوام الطاعة ودوام ترك المعصية حتى الموت. وشروط صحتها على قسمين:

أ) أما العزم المرتبط بالمستقبل» فهو أن يعقد مع الله عقد مؤكدة ويعاهده بعهد وثيق أن لا يعود إلى تلك الذنوب ولا إلى أمثاها؛ كالذي يعلم في مرضه أن الفاكهة تضره مثلاء فيعزم عزمة مؤكدة أنه لا يتناول الفاكهة مالم يزل مرضه.

ولا تتم التوبة الكاملة للتائب إلا بالعزلة والصمت وقلة الأكل والنوم وإحراز قوت حلالء فإن كان له مال موروث حلال أو كانت له حرفة يكتسب بها قدر الكفاية فليقتصر عليه فإن رأس المعاصي أكل الحرام فكيف يكون تائبًا مع الإصرار عليه. ولا يكتفي بالحلال وترك الشبهات من لا يقدر على ترك الشهوات في المأكولات والملبوسات» وقد قال بعضهم: من صدق في ترك شهوة وجاهد نفسه الله تعالى سبع مرات لم يبتل بها. وقال آخر: من تاب من ذنب واستقام سبع سنين لم يعد إليه أبدا""".

ومن مهمات التائب إذا لم يكن عالم أن يتعلم ما يجب عليه في المستقبل وما يحرم عليه حتى يمكنه الاستقامة.

. راجع المحجة البيضاء: ج لاء ص11‎ )١(

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

ب) فيا يتعلق بالماضي وهو أن يرد فكره إلى أول يوم بلغ فيه بالسن أو بالاحتلام» ويفتش عما مضى من عمره سنة سنة وشهرًا شهرًا ويوما يومًا ونفسًا نفساء وينظر إلى الطاعات التي قصر في امتثالمهاء وإلى المعاصي ما الذي قارفه منهاء فإن كان قد ترك صلاة واجبة عدا صلاة العيدين؛» أو صلاها بصورة غير صحيحة لجهله فيقضيها عن آخرها"'"» فإن شك بعدد ما فاته منها حسب من مدة بلوغه» وترك القدر الذي يستيقن أنه أداه ويقضي الباقي”"'» وأما الصوم فإن كان قد تركه في السفر أو المرض ولم يقضه أو أفطر عمدًا أو نسي النية بالليل ولم يقض فيتعرف على مجموع ذلك بالتحري والاجتهاد ويشتغل بقضائه» وأما الزكاة والخمس فيحسب جميع ماله وعدد السنين» من أول وقت اجتمع فيه شرائط وجوبها عليه فيقضي ما أخل به من ذلكء أو أخل ببعض شروط أدائها المعتبرة» وأما الحج فإن كان قد استطاع في بعض السنين ولم يتفق له الخروج فعليه الخروج, فإن م يستطع فعليه الاستنابة» فإن لم يكن له كسب ومال فعليه أن يدون ذلك في وصيته ليتسنى الورثته إفراغ ذمته إن أمكنهم ذلك.

)١(‏ يرجع ني أحكام ذلك إلى رسائل العلماء باب قضاء الصلاة» فإن فيها تفصيل ما يجب قضاءه.

)١(‏ هذا هو الأحوط استحباباء ويجوز الاقتصار على الأقل» فمثلا إذا علم بقوات فرائض عليه وشك في مقدارها بين الأقل والأكثر جاز له الاقتصار على الأقل» وإن كان الأحوط استحبابا الإتيان بالأكثر يقول السيد السيستاني (دام ظله): إذا شك في فوات فريضة أو فرانض لم يجب القضاءء وإذا علم

بالقوات وتردد بين الأقل والأكثر جاز له الاقتصار على الأقل» وإن كان الأحوط استحبابة التكرار

قال الإمام الصادق عَيِكَاهِ: «من مات وم يحج حجة الإسلام وم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهوديا أو نصرانيا»'''» والعجز الطارئ بعد القدرة لا يسقط عنه الحج» فهذا طريق تفتيشه عن الطاعات وتداركهاء وأما المعاصي فينبغي أن يفتش منذ أول بلوغه عن سمعه وبصره ولسانه الطاعات بطنه ويده ورجله وفرجه وسائر جوارحه. ثم ينظر في جميع أيامه وساعاته وينشر عند نفسه ديوان معاصيه حتى يطلع على جميعها صغائرها وكبائرهاء ثم ينظر فيها فى| كان بينه وبين الله من حيث لا يتعلق العباد كنظر إلى غير محرم وقعود في مسجد مع الجنابة ومس مصحف بغير وضوء واعتقاد بدعة وشرب خمر وسماع ملاو وغير ذلك ما لا يتعلق بمظالم العباد» فالتوبة عنه بالندم والتحسر عليها ثم الاستغفار قدر المستطاع» بأن يحسب مقدارها من حيث الكبر ومن حيث المدة ويطلب لكل معصية منها حسنة تناسبها فيأتي من الحسنات مقدار تلك السيئات» أخذ بقوله ي: (اتق الله حيث كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها)”"» وبقوله تعالى: # إن الْحَسَئَات يُْهِبْنَ السيّتات 74" . )١(‏ الفصول المهمة في أصول الأئمة» للحر العامل: ج7» ص ١9٠‏ .

(؟) بحار الأنوار: ج78. ص 97”.

(") سورة هود: .١١5‏

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

فيكفر عن سماع الملاهي بساع القرآن أو بمجالس الذكرء ويكفر عن القعود في المسجد بأ الاعتكاف فيه» ويكفر عن مس المصحف محدثة بإكرام المصحف وكثرة قراءة القرآن منه» وكثرة تقبيله» أو يطبع مصحفا ويجعله وقفة» ويكفر عن شرب الحمر بكل شراب حلال هو أطيب وأحب إليه» وعد جميع المعاصي غير تمكنء وإنا المقصود سلوك طريق المضادة» فإن المرض يعالج بضده فكل ظلمة ارتفعت إلى القلب بمعصية فلا يمحوها إلا نور يرتفع إليه بحسنة من جنسها لكي تضادهاء هي المتناسبات» فلذلك ينبغي أن يمحو كل سيئة بحسنة من جنسها تضادهاء فإن البياض يزال بالسواد لا بالحرارة والبرودة» وهذا الطريق نحو والمتضادات لكي السيئات الرجاء فيه أصدق والثقة به أكبر من أن يواظب على نوع واحد من العبادات وإن كان ذلك أيضا مؤثرة في المحوء فهذا حكم بينه وبين الله تعالى.

ويدل على أن الشيء يكفر بضده إن حب الدنيا رأس كل خطيئة» وأثر اتباع الدنيا في القلب السرور بهاء والحنين إليها فلا جرم كان كل أذى يصيب المسلم ينبو بسببه قلبه عن الدنيا يكون كفارة له إذ القلب يتجافي با هموم والغموم عن دار الهموم.

قال: (من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الهموم)''". وفي لفظ آخر

)١(‏ المحجة البيضاء: ج/اء ص17 ء وهو حديث مروي عن العامة.

إلا الهم بطلب المعيشة» وفي الحديث: (إذا كثرت ذنوب العبد ولم تكن له أعمال تكفرها أدخل الله عليه الغموم فيكون كفارة لذنوبه)"'". ويقال: إن اللهم الذي يدخل على القلب والعبد لا يعرفه هو ظلمة الذنوب» والهم بها وشعور القلب بوقفة الحساب وهول المطلع. فإذن الحموم أيضا مكفرات حقوق الله فهذا حكم ما بينه وبين الله. وأما مظالم العباد ففيها معصية وجناية على حق الله» فإن الله نمى عن ظلم العباد أيضاء فما يتعلق منه بحق الله تداركه بالندم والتحسر وترك مثله في المستقبل والإتيان أضدادهاء فيقابل إيذاء الناس بالإحسان إليهم» ويقابل غصبه الأموالهم بالتصدق بملكه الحلال» ويكفر تناول أعراضهم بالغيبة والقدح فيهم بالثناء بالحسنات التي هي عليهم والاستغفار ل هم. وإظهار ما يعرف من خصال الخير من أقرانه وأمثاله» ويكفر قتل النفوس بإعتاق الرقاب» أن ذلك حر

وبا تقدم نتعرف على أن سلوك طريق المضادة وهو تكفير السيئات ب هو من جنسها من الحسنات سلوك مشهود له في الشرع حيث كفر عن القتل بإعتاق رقبة. ثم إذا فعل ذلك كله لم يكفه ولم ينجه مالم يخرج

(1) ينبغي التنبيه هنا أن ما نذكره هنا هو من شرائط كال التوبة والكثير منها غير واجب فيرجع المكلف في ذلك إلى الفقيه ليحدد له وظيفته.

المبحث الثاني: شروط التوئة وآثارها

من مظالم العباد. ومظالم العباد إما في النفوس أو الأعمال أو الأعراض أو القلوب:

أما النفوس فإن جرى عليه قتل خطأ فتوبته بتسليم الدية وإيصاها إلى المستحق إما منه أو من عاقلته» وإن كان عمدة موجبة للقصاص فبالقصاصء فإن لم يعرف فيجب عليه أن يعرف نفسه لولي الدم ويحكمه في روحه. فإن شاء عفا عنه بأخذ الدية أو بدونهاء وإن شاء قتله والسرقة أو قطع الطريق, لأنه لا يجب في التوبة منها أن يفضح نفسه وبتك سترهء بل عليه أن يتستر بستر الله ويقيم حدود الله على نفسه بآنواع المجاهدة» فالعفو قريب من التائبين النادمين.

وإن كان المتناول مالا تناوله بغصب وخيانة أو غين في معاملة أو غش أو نقص في أجرة أجيرء فكل ذلك يجب فيه أن يفتش عن صاحب الحق ويرده إليه» حتى التبعات المالية التي كانت عليه في أيام صباه. ى| لو كان قد سرق وهو طفل» فيجب عليه رد المبلغ المسروق إلى صاحبه فإن لم يفعل كان ظاكًا مطالبًا به يوم القيامة» إذ يستوي في الحقوق المالية الصبي والبالغ» وليحاسب نفسه على الحبات والذرات من أول أيام حياته إلى يوم توبته قبل أن يحاسب يوم القيامة» فمن المم يحاسب نفسه

في الدنيا طال وقوفه للحساب في الآخرة.

فإن استطاع حصر جميع ما عليه من حقوق فليكتبها وليكتب أسامي أصحاب المظالم واحدة واحدة وليطف أقطار العام وليطلبهم ليستحل منهم أو يؤد حقوقهم إليهم أو لورثتهم.

فإن شقت عليه ولم يستطع ذلك فعليه منها ما يستطيع فإِن الميسور لا يسقط بالمعسور فليطلب بعضهم ممن يقدر أن يصل إليهم أو لورثتهم والباقي منهم يرجع في أمرهم إلى الحاكم الشرعي ليأذن له في صرف حقوقهم على الفقراء» وهو ما يسمى في عرف المتشرعة (بردود المظالم).

فإن اختلط ماله الحلال بالحرام ولم يعرف صاحبه ليرده إليه حمس جميع ماله لقول أمير المؤمنين كَكهِ: (أنه إذا تصدق بخمسه حل له الباقي)27. وأما الجناية على القلوب بمشافهة الناس بما يسوؤهم أو يعيبهم بالغيبة أو تعرض له بلسانه بسب ونحوه أو أذى قلبه بفعل من أفعاله كالاستهزاء والإهانة وغيرها فلابد له من الاستغفار والتدم» وينبغي له الاستحلال من ذلك الشخص واسترضاءه (فإن من كسر 00

(1) الكافي: ج ص 8؟١‏ باب مكاسب الحرام

(؟) الكافي: ج »» ص 5 5 و 55» بحار الأنوارج 5 ص 1575.

الذنوب (آثارها - أضرارها - طبقات التائبين)

المبحث الأول: (الذنوب والمعحاصي)

المبحث الأول: (الذنوب والمعاصي)

المطلب الأول: الذنوب التي يجب التوبة منها

إن التوبة - ى| تقدم - هي ترك الذنب ولا يمكن ترك شيء إلا بعد معرفته وإذا كانت التوبة واجبة كانت مقدمتها - وهي معرفة الذنوب - واجبة» لأن مقدمة الواجب واجبة» والذنب عبارة عن كل ما يخالف أمر الله في ترك أو فعل وتفصيل ذلك يستدعي بيان جميع التكاليف. وليس ذلك غرضنا في هذا الكتاب» ولكنا تشير إلى مجملها باختصار فنقول وعلى الله نتوكل.

إن للإنسان أخلاق كثيرة يذكرها علاء الأخلاق لكن تنحصر مثيرات الذنوب في أربع صفات» بعضها صفات ربوبية وبعضها شيطانية وبعضها صفات بيمية وبعضها صفات بهيمية» وذلك لأن طينة الإنسان عجنت من أخلاط مختلفة فاقتضى كل واحد من الأخلاط أثر معينة» ىا أن السكنجبين وهو معجون من أخلاط هي السكر والخل والزعفران فيقتضي كل واحد منها أثرا يختلف عن آثار الأخلاط الأخرى. أما الصفات التي لا يصح أن يتحلى بها الإنسان مثل التكبر

والتجبر وحب المدح والثناء وحب العز والغني وحب دوام البقاء سه وه ا ال ل ا يا وهذا يتشعب منه جملة من كبائر الذنوب غفل عنها الخلق ولم يعدوها نويا وهي المهلكات العظيمة التي هي كالأمهات الأكثر المعاصي» الثانية هي الصفات الشيطانية التي منها يتشعب الحسد والبغي وال حيلة والخداع والأمر بالفساد والمنكر وفيه يدخل الغش والنفاق والدعوة إلى لحم ا ا ا على تحصيل كى) إن بعض شهوة البطن والفرج» ومنه يتشعب الزنى واللواط والسرقة وأكل مال الأيتام وجمع الخطام لأجل الشهواتء الرابعة الصفة السبعية ومنها يتشعب الغضب والحقد والتهجم على الناس بالضرب والشتم والقتل واستهلاك الأموال.

وهذه الصفات تتدرج في الحصول فالصفة البهيمية هي التي تغلب ىول الأمرق تعلوها السفة البح قانيةة ثم إذا لمعك امنا العقل في الخداع والمكر والحيلة وهي من الصفات الشيطانية.

الصفات كالفخر والعز والعلو والكبرياء والاستيلاء على جميع الخلق تعتبر من أمهات الذنوب ومنابعهاء ثم تتفجر الذنوب من هذه المنابع على الجوارح فبعضها في القلب خاصة كالكفر والبدعة

والنفاق وإضمار السوء للناس وبعضها على العين والسمع وبعضها على اللسان وبعضها على البطن والفرج وبعضها على اليدين والرجلين وبعضها على جميع البدن, ولا حاجة لبيان تفصيل ذلك وقد كفتنا كتب الأخلاق مؤنته.

ويمكن تقسيم الذنوب إلى ثلاثة أقسام» بحسب ما ورد في بعض الروايات منها: ما رواه ثقة الإسلام الكليني (ره) عن بعض أصحابنا قال: صعد أمير المؤمنين (52) بالكوفة المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم

قال: «أيها الناس إن الذنوب ثلاثة ثم أمسك». فقال له حبة العرني: يا أمير المؤمنين قلت: الذنوب ثلاثة ثم أمسكتء فقال: ١ما‏ ذكرتها إلا وأنا أريد أن أفسرها ولكن عرض لي مبر حال بيني وبين الكلام» نعم الذنوب ثلاثة: فذنب مغفورء وذنب غير مغفور» وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه)» قال: يا أمير المؤمنين فبينها لنا؟ قال: انعم أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا فالله أحلم وأكرم من أن يعاقب عبده مرتين» وأما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض. إن الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قس) على نفسه. فقال: وعزتي و جلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف

ولو مسحة بكف. ولو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء. فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا تبقى لاحد على أحد مظلمة؛ ثم يبعثهم للحساب. وأما الذنب الثالث» فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منهه فأصبح خائفا من ذنبه راجيا لربه» فنحن له كما هو لنفسه. نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب)0".

وسئل أبو جعفركته: عن رجل أقيم عليه الحد في الرجم أيعاقب

عليه في الآخرة؟ فقال: (إن الله أكرم من ذلك)”".

المطلب الثاني : الكبائر ب روايات أهل البيت30

عن أبي عبداللهكك9: في قول الله عز وجل: # إن تَجِتََبَُا كبَانرَ تيو أنه بحص كر ا" م وا 3 كك كربا 4”". قال: الكبائر» التي أوجب الله عز وجل عليها النار”؟. عن ابن محبوب قال: (كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن عَلْكَلاٍ )١(‏ الكافي: ج؟”. ص53 5 (؟) المصدر نفسه.

زفر4 سورة النساء: 7

(5) الكافي: ج7» ص 776 تحت الرقم .١‏

يسأله عن الكبائر كم هي وماهي؟ فكتب: «الكبائر: من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيئاته إذا كان مؤمنا والسبع الموجبات: قتل النفس الحرام وعقوق الوالدين» وأكل الرباء والتعرب بعد ال هجرة وقذف المحصنات. وأكل مال اليتيم» والفرار من الزحف))"".

وعن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله يكن قال: سمعته يقول: «الكبائر سبع: قتل المؤمن متعمداً وقذف المحصنة» والفرار من الزحف. والتعرب بعد ال هجرة» وأكل مال اليتيم ظلماء وأكل الربا بعد البينة» وكل ما أوجب الله عليه النار)”".

وعن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله يكن يقول: «إن من الكبائر عقوق الوالدين» واليأس من روح الله والأمن لمكر الله)”".

وعن إسحاق بن عمار» عن أب عبدالله يكاج في قول الله عز وجل: « لَنِينَ يجتب كادِرَ الإ وَلْفوَحِشَ إِلّا اللَمَمَ94) قال:

.7 الكافني: ج7”؛ ص77 تحت الرقم‎ )١(

(؟) المصدر نفسه: ج27 ص71717 تحت الرقم 7. (؟) المصدر نفسه: ج 7 ص 778 تحت الرقم 5. (5) سورة النجم: 77.

«الفواحش الزنى والسرقة, واللمم: الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه). قلت: بين الضلال والكفر منزلة؟ فقال: ١ما‏ أكثر عرى الإيمان)2"7.

وعن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله اخ يقول: «الكبائر: القتنوط من رحمة الله. واليأس. من روح الله والأمن من مكر الله وقتل النفس التي حرم الله وعقوق الوالدين, وأكل مال البتيم ظلماء وأكل الربا بعد البينة» والتعرب بعد المجرة» وقذف المحصنة, والفرار من الزحف». فقيل له: أرأيت المرتكب للكبيرة يموت عليهاء أتخرجه من الإيوان وإن عذب بها فيكون عذابه كعذاب المشركين, أو له انقطاع؟ قال: ١يخرج‏ من الإسلام إذا زعم أنها حلال ولذلك يعذب أشد العذاب وإن كان معترفا بأنها كبيرة وهي عليه حرام وأنه يعذب عليها وأنها غير حلالء فإنه معذب عليها وهو أهون عذابا من الأول ويخرجه من الإيمان ولا يخرجه من الإسلام)""".

وعن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عَلِكا فقال:

./ الكافني: ج7”؛ ص7177 تحت الرقم‎ )١( . 17 وسائل الشيعة: ج5١2 ص5 ”7 تحت رقم‎ )1(

يا أمير المؤمنين إن ناسا زعموا أن العبد لا يزني وهو مؤمن ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ولا يأكل الربا وهو مؤمن ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمنء فقد ثقل علي هذا وحرج منه صدري حين أزعم أن هذا العبد يصلي صلاتي ويدعو دعائي ويناكحني وأناكحه ويوارثني واوارثه وقد خرج من الإيهان من أجل دلب شير أصابه. فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: (صدقت سمعت رسول لهي يقول. والدليل عليه كتاب الله: خلق الله عز وجل الناس على ثلاث طبقات وأنزهم ثلاث منازل وذلك قول الله عز وجل في الكتاب: أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون. فأما ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين» جعل الله فيهم خمسة أرواح: روح القدس وروح الإيهان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن» فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين وبها علموا الأشياء وبروح الإيمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء

وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم؛ ثم قال: قال الله عز وجل: « تلك الل َصَلْا بَعْضَهْمْ عَلَىَ بض مَنهُمسٌ كلم الله وَرَفعَبَْضَهْرْدَرَجَاتِ وَآنَيَاعِيسى ابْن ميم بيات يناه برُوح الْقُئْس 74", ثم قال: في جماعتهم (وأيدهم بروح منه). يقول: أكرمهم بها ففضلهم على من سواهم. فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم, ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعياهم» جعل الله فيهم أربعة أرواح: روح الإيهان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن فلا يزال العبد يستكمل هذه الأرواح الأربعة حتى تأت عليه حالات». فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال: «أما أولاهن فهو كا قال الله عز وجل: « وَمِنحكم م يرد إِلَىَ أَزدَلٍ العُمْر لِك لا يَْلَمَبَمْدَ عِلم شِيْنًا 4 فهذا ينتتقص منه جميع الأرواح وليس بالذي يخرج من دين الله لأن الفاعل به رده إلى أرذل عمره فهو لا يعرف للصلاة وقتا ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار ولا القيام في الصف مع الناسء» فهذا نقصان من

.7801 سورة البقرة:‎ )١(

روح الإيهان وليس يضره شيئاء ومنهم من ينتقص منه روح القوة فلا يستطيع جهاد عدوه ولا يستطيع طلب المعيشة ومنهم من ينتقص منه روح الشهوة فلو مرت به أصبح بنات آدم لم يحن إليها وم يقم وتبقى روح البدن فيه فهو يدب ويدرج حتى يأتيه ملك الموت فهذا الحال خير لأن الله عز وجل هو الفاعل به وقد تأتي عليه حالات في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة ويزين له روح الشهوة ويقوده روح البدن حتى توقعه في الخطيئة. فإذا لامسها نقص من الإيمان وتفصى منه فليس يعود فيه حتى يتوب. فإذا تاب تاب الله عليه وإن عاد أدخله الله نار جهنم فأما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى يقول الله عز وجل: الَذِينَ اتَيكَاهُمُ الححتاب يَعْرِفُويَهُ حكمًا يَعْرِفُو باهر يعرفون محمد والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازهم وإ فَريقًا منْهُمْ ليَحكتمُون الكو > وكين لازن * الكود ابرع ريلف 4 إنلت الرسلول إليهم «ذلاتكون من الْمُمْتَرِينَ 4 فلما جحدوا ماعر فوا ابتلاهم [الله] بذلك فسلبهم روح الإيهان وأسكن أبداهم ثلاثة أرواح روح

القوة وروح الشهوة وروح البدن, ثم أضافهم إلى الأنعام, فقال: « إن هُرْإِلا كَالأَنْعَام 4 لأن الدابة إنما تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة وتسير بروح البدن»» فقال [له] السائل: أحييت قلبي

بإذة اللهيا أمين لم217

المطلب الثالث: آثار الذنوب

لا شك أن للذنوب والمعاصي أضرار كبيرة على الفرد والمجتمع وآثارها وخيمة في الدنيا والآخرة» والعاقل هو من يعلم شؤم المعصية ومضارهاء فلا يجعل للشيطان عليه سبيلا فيقطع جميع الطرق التي تربط الشيطان بالإنسان.

ويجعل الله تعالى فقط و فقط نصب عينيه ويقبل عليه بقلب سليم وعقل واع ونفس مطمئنة وأن يحكم عقله على جميع جوارحه. ولا يسمحن للهوى والنفس الأمارة بالسوء أن يتحك) به.

والإخلاص أنفع الآدوية لمن أراد التوبة الصادقة ومجاهدة النفس في سبيل الله سبحانه وتعالى.

وليبشروا بالخير أولئك الذين يكابدون أنفسهم ويلزموها الطاعة

.١5 الكاني: ج ؟» ص385-57/7, تحت الرقم‎ )١(

ويمنعوا عن المعصية, فإن الله كريم جواد وجزائه وعطائه بلا حدود. والطاعة هي حصن الله الأعظم وحرزه الأمن الذي من دخله كان في أمن الله وأمانه.

وليجعلوا الدعاء سلاحهم في كل يسر وعسرء فإنه الوسيلة إلى الله والسبب الحقيقي في دفع كيد الشيطان» والحصن الذي يلتجئ إليه خوفا من السقوط في مكائده.

فقد ورد عن النبي الأكرم ي: «من أراد أن لا يوقفه الله يوم القيامة على قبيح أعماله. ولا ينشر له ديوان» فليقرأ هذا الدعاء في دبر كل صلاة» وهو: اللهم إن مغفرتك أرجى من عملي» وإن رحمتك أوسع من ذنبيء اللهم إن كان ذنبي عندك عظيًا فعفوك أعظم من ذنبي» اللهم إن لم أكن أهلا أن ترحمني فر حمتك أهل أن تبلغنو ود تسعني» لأمها وسعت كل شيء برحمتك يا أرحم الراحمين)""".

كما وردت بعض الأدعية المباركة عن طريق النبى وآله (صلوات الله عليهم) لكفاية كيد و شر إبليس (لعنه الله). نذكر منها هذا الدعاء تعمي| للفائدة ودفعا لشر الشيطان الرجيم: «اللهم إن إبليس عبد من

.7 بحار الأنوار: ج”87» ص8‎ )١(

عبيدك يراني من حيث لا أراه وآنت تراه من حيث لا يراك وأنت

أقوى على أمره كله وهو لا يقوى على شيء من أمرك اللهم فأنا أستعين بك عليه يا رب فإني لا طاقة لي به ولا حول ولا قوة لي عليه إلا بك يا ربء اللهم إن أرادني فأرده وإن كادني فكده واكفني شره واجعل كيده في نحره برحمتك يا أرحم الراحمين وصل الله على محمد وآله الطاهرين)7".

وأما من نسي الله تعالى واتكل على الجوانب المادية» فإنه لن يحصد سوى الندامة والخسران والذل والهوانء وتتلاقفه الشياطين من كل جانبء لتفسد فطرته وتستعمله في خراب الدنيا وخسران الآخرة.

فا الذي أخرج أبوينا من الجنة (دار النعيم) إلى دار الفناء والآلام والأحزان والمصائب.

وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده بعد أن كان طاووس الملائكة» وما الذي جعله بعيدًا بعد أن كان قريبّاء وملعونًا بعد أن كان مرحومًا وقبيحًا بعد أن كان جميلاء وما الذي جعله من أهل النار بعد أن كان من أهل الجحنة.

وما الذي أبدل إيانه كفران فهان على الله تعالى غاية ال هوان» وما

١)المجتبى»‏ لابن طاووس: ص١7.‏

الذي أغرق أهل الأرض كلهم.ء فلم ينج من الغرق إلا نوح يِه ومن نجا معه من المؤمنين. وما الذي سلط الريح على قوم عاد فأهلكهم بهاء فتركتهم كأنهم أعجاز نخل خاوية. وما الذي أهلك قوم ثمود وقوم من الله. وما الذي أهلك القرون الأولى من بعد نوحء وما الذي بعث على بنى إسرائيل العقاب والعذاب. إنه العصيان وعدم إطاعة الرٍ وعدم الاستجابة لأنبياء الله ورسله والأوصياء والصالحين. إنه التمرد على الأوامر الإلمية واتباع الحوى وعدم الامتناع عما نفى عنه الحق تعالى فكانت العاقة كا كو القة قال تمال :12 وها امتاكخكصر وو مضريبة نينا كسبّت ريك وتْفوعن' كنيرغ ”.

وقال تعالى: «[ إن الأبرارَلَفِي تَعِيم "١‏ وإ لفْجارَ في جَحِي م74" .

ورد عن الإمام الصادق يتاه : «من يموت بالذنوب أكثر من

يموت بالآجال» ومن يعيش بالإحسان أكثر ممن يعيش بالأعمار)”".

)١(‏ سورة الشورى: ل (0) سورة الانفطار: 11 .١5-‏

(”) سورة بحار الأنوار: ج ص .١5٠‏

المطلب الرابع: أضرار الذنوب والمحاصي

ذكر أهل العلم للمعاصي والذنوب أضرارا كثيرة نذكر منها:

١)حرمان‏ نعمة العلم, لأنه نور يقذفه الله في القلب» وظلمة المعصية تطفا ذلك النور

”) المعيشة الضنكى والوحشة في النفس بسبب الإعراض عن الله تعالى والوقوع في تعافا"القيظان قانتعال 15 منو عرد ذكري فإ ن لَه مَعِيسَةَ ضَنْكا 274

") تتعسر بوجهه أيسر الأمور لعصيانه الرب العظيمء فلا توفيق ولا

:) حرمان الطاعة ولذتهاء بسبب قسوة القلب لتلوثه بالذنوب والمعاصي وازدياد الحجب والرين عليه فلا يفقه قولا ولا يعي هداية.

5) حرمان التوفيق في الدارين ومحق البركة» وزوال النعم وقصر العمر وكثرة موت الفجأة..

5) وهن البدن وكثرة الابتلاءات والأمراض الروحية والبدنية.

1) انعدام الغيرة وزوال الحياء وزوال النعم ونزول النقم ودخول

.١7 5 سورة طه:‎ )١(

الرعب في قلب العاصي.

8) سوء العاقبة واستحقاق العذاب يوم القيامة بدخول النار..

4) المعصية تورث الذل وتفسد العقل وتقسي القلب وتوجب اللعنة وال هوان.

)٠‏ حرمان الإنسان للكثير من النعم الدنيوية والأخروية.

١‏ الذنوب والمعاصي تنشر الفساد في البر والبحرء قال تعالى: «ظَهَرَالْمسَادُ في البَرّوَْبْحْرِبِمَا كسَبَت يي اناس لِيذِيمَهُرْبَمْضَ الذي عَمِلُوالَعَلَهُرْترْجعُو 27#

وهناك الكثير من النتائج والآثار للذنوب والآثام لا تعد ولا تحصى وما ذكر كان من باب الإشارة إلى أبرزها وأكثرها وضوحاء ومن ينظر بعين البصيرة جيدًا يرى ما خفي على الآخرين.

وأخيرا: على الفرد المؤمن أن يتمسسك بوصية الله (جل وعلا) لعباده من الأولين والآخرينء وأن يتقي الله حق تقاته لينال وماك لل سال دنر لمن متكا الدية أزنوا الجكتا يو ال َإيَاكرْ أن القُوا اللّد 4 7"©.

26 سورة الروم:‎ )١( سورة النساء: ردنك‎ )1(

المبحتٌ الثاني: طبقات التائبين

المطلب الأول: موعظة من الامام علي بن الحسين ا

عن سعيد بن المسيب قال: كان علي بن الحسين للها يعظ الناس ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد رسول الله يي وحفظ عنه وكتب كان يقول: «أيها الناس اتقوا الله واعلموا أنكم إليه ترجعون فتجد كل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه. ويحك يا ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه» يا ابن آدم إن أجلك أسرع شيء إليكء قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك”'. ويوشك أن يدركك وكأن قد أوفيت أجلك وقبض الملك روحك وصرت إلى قبرك وحيدا فرد إليك فيه روحك واقنحم عليك فيه ملكان ناكر ونكير لمسائلتك وشديد امتحانك, ألا وإن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده وعن نبيك

المبحث الثاني: طبقات التائبين

الذى أرسل إليك وعن دينك الذي كنت تدين به وعن كتابك الذي كنت تتلوه وعن إمامك الذي كنت تتولاه. ثم عن عمرك فيا كنت أفنيته. ومالك من أين اكتسبته وفيا أنت أنفقته. فخذ حذرك

وانظر لنفسك وأعد الجواب قبل الامتحان والمسائلة والاختبار فإن تك مؤمنا عارفا بدينك» متبعا للصادقين, مواليا لأولياء الله لقاك الله حجتك وأنطق لسانك بالصواب وأحسنت الجواب وبشرت بالرضوان والجنة من الله عز وجل واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجتك وعييت عن الجواب"' وبشرت بالنار واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم وتصلية جحيم.

واعلم يا ابن آدم إن من وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة» ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود. يجمع الله

عز وجل فيه الأولين والآخرين ذلك يوم ينفخ في الصور وتبعثر

)١(‏ التلجلج: التردد في الكلام. ودحضت حجته لحوضة أي بطلت. وعييت عن الجواب أي عجزت عنه.

فيه القبور7", وذلك يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين وذلك يوم لا تقال فيه عثرة'''» ولا يؤخذ من أحد فدية ولا تقبل من أحد معذرة ولا لأحد فيه مستقبل توبة» ليس إلا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيئات» فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجله.

فاحذروا أمبا الناس من الذنوب والمعاصي ما قد نماكم الله عنها وحذركموها في كتابه الصادق والبيان الناطق» ولا تأمنوا مكر الله وتحذيره وتبديده عندما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنياء فإن الله عز وجل يقول: إن الّذِينَ اتَقَا إذَا مَسبّهُمْ طائِف مِن الشيّطان تَنَكرُوا فَإِذَا هُرْ مُبْصِرُونَ 4”". وأشعروا قلوبكم خوف الله وتذكروا ما قد )١(‏ بعثرت الشيء إذا استخرجته وكشقته وبعثرت حوضي أي هدمته وجعلت أسقله أعلاه وسميت

القيامة بالأزقة لأزوفتها أي لقربها إذا القلوب لدى الحناجرء فإنها ترتفع عن أماكنها فتلتصق

بحلوقهم فلا تعود فيتروحوا فلا تخرج فيستريحوا.

() من الإقالة وهي نقض البيع والعثرة: الزلة. () الأعراف: :3١0١‏ أي لمم من الشيطان وطائف فاعل منه» يقال طاف يطيف طيفا فهو طائف.

المبحث الثاني: طبقات التائبين

وعدكم الله في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد العقابء فإنه من خاف شيئاً حذره ومن حذر شيئاً تركه ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الدنيا الذين مكروا السيئات. لاوا كرا ع ا فل افاعرية لدو فتك وات رن

ف اللّهُ هم الأررض 21 من“ حَيْتُ لا يَشْكْرُوَ 8 تحرف سور ل سير وف ل ا رَبَحكدْلرُوف ‏ رَحِيمٌ 4 ."1١‏ فاحذروا ما حذ ركم الله بها فعل بالظلمة في كتابه» ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب والله لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم فإن السعيد من وعظ بغيره» ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم؛ حيث قال: « وَككرْ قَصّمَا من قري ككائكة ارك وانها يحقا عونا ترون 104+ وإن اط بالقرة

أهلها حيث يقول: وَأَنْشَنًا بَعْدَهَا قَوْمَا آخرين 44 فقال عز وجل:

)١(‏ النحل: 44 -47: و(تخوف) أي تنقص. (١؟)‏ سورة الأنبياء: 1١‏

1013 لعسوايانتكا إذَاهُرْمِنْهَائَبكضوى ١4‏ (يعني يهربون) قال: لا تَرصكسُوا وَارْجمُوا إِلَى ما نرقم فيه وَمَسَاصكيسك] لَعلْسكر نو 4 ”" (فلما أتاهم العذاب) ١‏ قَالْواياوَْلََا نا حكنًا ظَالِمِينَ ؟اقَمَا زَالَتْ تلك دَعَوَاهُمْحَنَّى جَعَلنَاهُرْحَصِيدًا حامِدِين 744" , وأيم الله إن هذه عظة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم, ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب فقال عر وجل: # وَلَنِنْمَسَتَهُمْ تَفْحَدُ م 'ْعَذَاب رَبك ليقو ناويلا نا حكنًا طَالِبِينَ 474 2) فإن قلتم: أبها الناس إن الله عرّ وجل إننما عنى هذا أهل الشرك فكيف ذلك وهو يقول: ١‏ وَيْصَعْ الموَازِينَ القسلط لِيوْمالقِامٍَفَلا لمْنَفْسْ شنا وإس' كا مِنْقلَ َي ن: خرةل نينا بها وَحكفَى با حَامييين 4 0.

اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا ينصب هم الموازين ولا ينشر لهم الدواوين» وإنما يحشرون إلى جهنم زمرا وإنما نصب الموازين

.١١ سورة لأنبياء:‎ )١( . 17" زفق سورة لأنبياء:‎ .1١6- ١5 سورة الأنبياء:‎ )"(

(:) سورة لأنبياء: 55 .

)2 سورة لأنبياء: /ا.

المبحث الثاني: طبقات التائبين

ونشر الدواوين لأهل الإسلام.

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الله عز وجل لم يحب زهرة الدنيا وعاجلها لأحد من أوليائه ولم يرغبهم فيها وفي عاجل زهرها وظاهر بهجتهاء وإنم|ا خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها أيهم أحسن عملا لآخرته. وأيم الله لقد ضرب لكم فيه الأمثال وصرف الآيات لقوم يعقلون ولا قوة إلا بالله.

فازهدوا فيا زهدكم الله عز وجل فيه من عاجل ال حياة الدنياء فإن الله عز وجل يقول وقوله الحق: 8 إِنّمَا مَكلُ اْحَيّاةٍ الدنيَا حكمَاء الاين ما الع قات وين يكل امن وَلْأنَْامْحتَى إذا 5-6 ا يُخْرُفْهَا وَارَيسَتْ ١‏ ون أهْلُهًا أَنصْمْقَادِرُونَ عَلَيْها أنَاهَا دنا ليْله أَوْتَهَارا فكمكاها شريدا كان ' لدقفه الس تكررلفت:

َُصْلُ الات لقو يتفَصَكرُو ١4‏ ''» فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون ولا تركنوا إلى الدنيا فإن الله عز وجل قال: « وَلِاتَركئُوا إن اليو طلخو قر صن 1 4 17 وللامر كنوا زهرةالذها وما

.75 سورة يونس:‎ )١(

(؟) هود: 117: أي: تطمئنوا إليهم وتسكنوا إلى قوهم.

فيها ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان فإنها دار بلغة ومنزل قلعة''' ودار عمل فتزودوا الأعمال الصا حة فيها قبل تفرق أيامها وقبل الأذن من الله في خراءها فكان قد أخرها الذي عمرها أول مرة وابتدأها وهو ولي ميراثهاء فأسأل الله العون لنا ولكم على تزود التقوى والزهد فيهاء جعلنا الله وإياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنياء الراغبين لأجل ثواب الآخرة فإنم) نحن به وله وصلى الله على محمد وآله وسلم, والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته)"”"'.

المطلب الثاني: أسباب تحول الصغائر إلى كبائر

ذكر العلماء إن الذنوب الصغيرة تكبر لأسباب منها:

)١‏ الإصرار والمواظبة ولذلك قيل: لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار» فكبيرة واحدة تنصرم ولا يتبعها مثلها لو تصور ذلك كان العفو عنها أرجى من صغيرة يواظب العبد عليها. ومثال ذلك قطرات من الماء تتوالى في الوقوع على الحجر فتؤثر فيه وذلك القدر من الماء لو

)١(‏ أي ليس بمستوطن. (5) الكاني: جلى “ا/1-الا.

المبحث الثاني: طبقات التائبين

صب عليه دفعة واحدة لم يؤثر والأشياء تستبان بالأضداد. فإذا كان النافع من العمل هو الدائم وإن قل فالكثير المنصرم قليل النفع في تنوير القلب وتطهيره. فكذلك القليل من السيئات إذا دام عظم تأثيره في اظلام القلبء إلا أن الكبيرة قل ما يتصور التجري عليها من دون سبق التجري على الصغائر فقل ما يزني الزاني بغتة من غير سبق نظر حرم و مراودة ومقدمات» وقل ما يقتل بغته من غير مشاحنة سابقة ومعاداة فكل كبيرة تكتنفها صغائر سابقة.

روي في الكافي عن أب عبد الله كاه أنه قال: ١لا‏ صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار)"".

وعنه كته قال: «لا والله لا يقبل شيئا من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه)”'".

وعن الباقر 2كل: في قوله تعالى: 9 وَلِّدْيُصِرُوا عَلَى ما فَعَلُوا وَهْدْ يَعْلَمُوَ 4”". قال: «الإصرار أن يذنب الذنب فلا يستغفر ولا يحدث نفسه بتوبة فذلك الإصرار)”".

الكافي: ج؟؛ ص788 تحت الرقم:‎ )١(

(0) المصدر نفسه: ج25 ص27588 تحت الرقم: 07 (”) سورة آل عمران: 178.

(5) الكافي: ج7. ص788 تحت الرقم: 7.

”) ومنها أن يستصغر الذنب فإن العبد كل ما استعظمه من نفسه صغر عند الله وكل ما استصغر كبر عند الله» لأن استعظام الذنب يصدر ف لن3ة الناثر يه نين النتصعان الدنيخ يكون شيك نحت الانسان لذلك الذنب مما يوجب شدة تأثر القلب بظلام الذنب» ولذلك نجد أن الله تعالى لا يؤاخذنا با نذنبه حال الغفلة فإن القلب لا يتأثر با نفعله أنه قال: «قال رسول الله: رفع عن أمتى تسعة: الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه والحسد والطبرة والتفكر في الوسوسة في الخلق مالم ينطق بشفة)"".

وقد ورد العديد من الأخبار التي تبين ما تقدم نذكر منها: الذنوب فإنها لا تغفر). قلت: وما المحقرات؟ قال: «الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبى لي إن لم يكن لي غير ذلك)”"".

.١ح‎ 205 أبواب جهاد النفس» باب‎ /١0:759 الخصال: /411/ باب التسعة ح4» الوسائل‎ )١( الكافني: ج”. ص 2787 تحت الرقم:‎ )(

المبحث الثاني: طبقات التائبين وعن سماعة قال: سمعت أبا الحسن - الإمام الكاظم - يتان يقول: «لا تستكثروا كثير الخبرء ولا تستقلوا قليل الذنوب فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيرة» وخافوا الله في السر حتى تعطوا 000 3 من أنفسكم النصف» .

وعن الصادق يتاه «أن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الحرم العظيم ويبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير)"".

”") ومنها السرور بالصغيرة والفرح والتبجح با وعد التمكن منها نعمة والغفلة عن كونه سبيًا للشقاوة فكلما غلبت حلاوة الصغيرة عند العبد كبرت الصغيرة وعظم أثرها في تسويد قلبه. حتى إن من المذنبين من يتمدح بذنبه ويتبجح به لشدة فرحه بمقارفته إياه» ى| يقول مثلا: أما رأيتني كيف مزقت عرضه. ويقول المناظر في مناظرته: أما رأيتني كيف فضحته وكيف ذكرت مساويه حتى أخجلته وكيف استخففت به وكيف خدعته» ويقول التاجر أما رأيت كيف روجت عليه الزائف وكيف غششته وكيف غبنته بالسعر فهذا وأمثاله تكبر عندهم الصغائر, فإن الذنوب مهلكات وإذا دفع العبد إليها وظفر الشيطان به. فينبغي )١(‏ المصدر نفسه: تحت رقم 7.

أن يكون في حال مصيبة وتأسف. بسبب غلبة العدو عليه وبسبب بعده من الله تعالى» فالمريض الذي يفرح أن ينكسر إناؤه الذي فيه دواءه حتى يتخلص من ألم شربه لا يرجى شفاؤه.

5) ومنها أن يتهاون بستر الله عليه وحلمه عنه وإمهاله إياه ولا يدري أنه يمهل مقنًا ليزداد بالإمهال إنم| فيظن إن تمكنه من المعاصي عناية من الله تعالى به فيكون ذلك لأمنه من مكر الله وجهله بمكامن الغرور بالله. كما قال تعالى: 9 وَيَقُونُوَ فِي أَنْفْسِهِدْ لَلَا يعَذَّبنَا اللَّهُ ما تَقُولُ يهم جَعَئمْيَصلوها نس المصيير» 277.

5) ومنها أن يأتي الذنب ويظهره ولا يستره بأن يذكر أمام الناس أنه قارف الذنب أو أن يفعله أمام الناس» فإن ذلك منه جناية على ستر الله الذي أسدله عليه وتحريك لرغبة الشر عند الآخرين الذي شاهدوه أو سمعوا منه» فهما جنايتان انضمتا إلى جنايته» فإن أضاف إلى ذلك الترغيب للغير فيه وتبيئة الأسباب لمقارفة نفس الذنب صارت جناية رابعة وعظم الأمرء وهذا لآن من صفات الله ونعمه أنه يظهر الجميل ويستر القبيح ولا يبتك السترء فالإظهار كفران لهذه النعمة.

قال تعالى: 8 المكافقون وَالمَتافقات بَعْضْهُمٌ مِن بَعْض يَامُرُونَ

.8 سورة المجادلة:‎ )١(

المبحث الثاني: طبقات التائبين

الشكر وان نارف يدر وقد روى ثقة الإسلام الكليني (ره) بإسناده عن الإمام الرضاءاكع

بالسيئة تخذول والمستتر مها مغفور له)”".

)١‏ ومنها أن يكون المذنب عانًا يقتدي به فإذا فعله بحيث يرى ذلك منه كبر ذنبه كلبس العالم الإبريسم والذهب وأخذه مال الشبهة من أموال السلاطين ودخوله عليهم وتودده إليهم ومساعدته إياهم بترك الإنكار عليهم وإطلاقه اللسان في الأعراض وقصده الاستخفاف. فهذه ذنوب يتبع العالم عليها فيموت العالم ويبقى شره مستطيرًا في العالم أمادًا متطاولة» وطوبى لمن مات وماتت معه ذنوبه. قال تعالى: # وَيَحكدْبْ م قدمُوا وَاكَارَهْذْ4 27 والآثار ما يلحق الأعمال بعد انقضاء العمل والعامل. ونقل عن ابن عباس قوله: ويل للعالم من الأتباع يزل زلة فيرجع عنها ويحتملها الناس ويذهبون بها في الآفاق7؟.

وهذا يوضح إن أمر العلماء خطر فعليهم وظيفتان: () الكاني: ج؟. ص575 تحت رقم: 7.

فرق سورة يس: 17 (؟) المحجة البيضاء: ج/اء ص93.

إحداهما ترك الذنب والأخرى إخفاؤه وى! تتضاعف أوزارهم على الذنوب» كذلك يتضاعف ثوابهم على الحسنات إذا اتبعواء ى) لو ترك

المطلب الثالث: طبقات التائبين

قال أهل القلوب وأقطاب رحى علم الأخلاق إن للتائبين أربع مراتب وطبقات:

الطبقة الأولى: أن يتوب العاصي ويستقيم على التوبة إلى آخر عمره فيتدارك ما فرط من أمره ولا يحدث نفسه بالعود إلى ذنوبه إلا الزلات التي لا ينفك البشر عنها في العادات مهما لم يكن في رتبة العصمة فهذه هي الاستقامة على التوبة وصاحبها هو السابق بالخيرات واسم هذه التوبة (التوبة النصوح) واسم هذه النفس الساكنة (النفس المطمئنة) التي ترجع إلى ربها راضية مرضية وأهل هذه المرتبة على رتب من حيث النزوع إلى الشهوات» فمن تاب سكنت شهواته تحت قهر المعرفة ففترت ولم يشغله منازعة شهوته عن السير في طريق القرب الإلحي. وإلى ما لا ينفك عن منازعة النفس ولكنه نجح في جهادها والتغلب على نوازع الشهوة فيهاء ثم تختلف درجات النزاع أيضا في هذه المرتبة

المبحث الثاني: طبقات التائبين

بحسب طول عمر التائب وكثرة ابتلاثئه با يثير شهوته ودرجة الإثارة وغير ذلك مما يطول ذكره.

فقد يقصر عمر التائب وغبط على ذلك لسلامته من الذنوب» وقد يطول عمره فيطول جهاده لنفسه وصبره. وحال هذا أعلى وأفضل من السابق «إذ الأجر على قدر المشقة270. «وأفضل الأعمال أحمزها)”".

الطبقة الثانية: تائب سلك طريق الاستقامة في أمهات الطاعات وكبائر الفواحش كلهاء إلا إنه ليس ينفك عن ذنوب تعتريه لاا عن عمد و قصدء ولكنه يبتلى بها من غير أن يكون عازمًا على الإقدام على المعاصي . ولكنه كلم| أقدم عليها لام نفسه وندم و تأسف وجدد عزمه على أن يحترز من أسبابها التي تعرضه لماء وهذه النفس جديرة بأن تكون هي النفس اللوامة» إذ تلوم صاحبها على ما يجترئه من ذنوب» وهذه أيضا مرتبة عالية وإن كانت نازلة عن الطبقة الأولى وأغلب التائبين هم من أهل هذه الطبقة» لأن الشر معجون بطينة الآدمي وقل| ينفك عنه وإنما غاية سعيه أن يتغلب خيره على ما فيه من شرء وهؤلاء هم الوعد

الحسن من الله تعالى» إذ قال عز من قائل: « الَذِينَ يَحِتَيْبُوىَ ككبَائرَ

)١(‏ عيون الحكم والمواعظ: ص 228» والنص هو: «ثواب العمل على قدر المشقة فيه).

(1) النهاية في غريب الحديث: ج 400١‏ 5 صء «حمزاء وأحمزهاء أي أقواها وأشدها.

إن وَالمَاحِشَإِلا لما َب واعٌ لْمَفْفِرَةِ 4 27» فكل إلمام بصغيرة فهو جدير بأن يكون من اللمم المعفو عنه» وقد قال تعالى: 8 وَالَذِي نَإذَا فعلوافَاحِشة أَوْظَلمُوا أنْفْسَهُرْءَكرُوا الله فَاسْتَفْفَرُوالِذُنوهِرْوَم ْيَغْفِرُ الذْنُوبَ إلا اللُّ وَلَدْيْصِرُوا عَلَى ما فعَلُوا وَهُرْيَعْلَمُوَ 4 "2 فأثنى عليهم من ظلمهم أنفسهم وتندمهم ولومهم أنفسهم عليه.

والآيات السابقة أدلة على إن هذا القدر من الذنوب لا ينقض التوبة ولا يلحق صاحبها بدرجة المصرينء فلا ينبغي أن ييأس الناس إذا تابوا ثم أصابهم اللمم.

الطبقة الثالثة: أن يتوب ويستمر على الاستقامة مدة ثم تغلبه شهوته في بعض الذنوب فيقدم عليها عن صدق وقصد شهوة لعجزه عن قهر الشهوة, إلا إنه رغم ذلك مواظب على الطاعات وتارك جملة من الذنوب مع القدرة والشهوة» وإن| قهرته هذه الشهوة الواحدة أو الشهوتان وهو يود لو أقدره الله على قمعها وكفاه شرها هذه أمنيته في حال قضاء الشهوة وعند الفراغ يندم ويقول: ليتني لم أفعله وسأتوب عنه وأجاهد نفسي في قهرهاء لكنه تسول له نفسه ويسوف توبته مرة

01 سورة النجم:‎ )١( .١70 (؟) سورة آل عمران:‎

المبحث الثاني: طبقات التائبين

لحريو ع ير اود صر حي الى بسني لسار ار وصاحبها من الذين قال الله تعالى عي : 8 وَلَخْرُون اعْتَرَُوا نهر عاط تل الها وكوي فسن انار ري عابي رن الل يَحِيمٌ 4 2. فبها إنه مواظب على الطاعات وكاره لما يتعاطاه فعسى لله أن يتوب الله عليه وعاقبته خطرة من حيث تسويفه وتأخيره؛ فربم| يختطف ويموت قبل التوبة» فإن تداركه الله بفضله وجبر كسره وامتن عليه بالتوبة التحق بالسابقين وإن غلبته شقوته وقهرته شهوته فيخشى أن يحق عليه القول وينال ما استحقه جزاء أعماله.

توضيح ذلك: من الشواهد التي لا ينكرها أحد إن الإنسان لا يكون فقيه - مثلا - إلا بعد طول تفقيه لنفسه وتعليم وترك الكسل والمواظبة على درء الجهلء وحصول البرء من المرض ودوام الصحة لا يحصلان إلا بأخذ الدواء والابتعاد عن مسببات المرضء. كذلك حال الآخرة فإن سعادات الآخرة ودركاتها يرتبطان بالحسنات التي يفعلها الإنسان والسيئات التي يقترفهاء فلا يصلح للك الآخرة ونعيمها والقرب من رب العالمين إلا قلب سليم صار طاهرًا بطول التركية والتطهيرء لذلك قال تعالى: « ويَفْس وَمَا سَوَها * فَالْهَمَهَا فُجُورَها ويقُواهَا * َد أَقَلْمَ مَى:

.٠١ ١7 سورة التوبة:‎ )١(

رَكاها * وَقَدْحَاب م دَسَاها 004.

فمهما| وقع العبد في ذنب فصار الذنب نقد والتوبة نسيئة كان هذا من علامات الخذلان.

فإن الخوف من الخاتمة قبل التوبة وكل نفس فهو خائمة النفس الذي قبله لمكان ب غياب وقت المنية وعدم معرفتنا به فبأي لحظة قد يفارق الإنسان هذه الدنيا وهو على غير توبة وحينئذ تدوم الحسرات حين لا ينفع التحسر.

الطبقة الرابعة: أن يتوب ويجري مدة على الاستقامة ثم يعود إلى مقارفة الذنب أو الذنوب من غير أن يحدث نفسه بالتوبة ومن غير أن يتأسف على فعله» بل ينهمك انبهماك الغافل في اتباع الشهوات. فهذا من جملة المصرين» وهذه النفس هي النفس الأمارة بالسوء الفرارة من الخير» ويخاف على هذا سوء الخاتمة» وأمره في مشيئة الله فإن ختم له بالسوء شقي شقاوة لا آخر لها وإن ختم له بالحسنى حتى مات على التوحيد فينتظر له الخلاص من النار ولو بعد حين» وقد تناله شفاعة الشافعين2 إذ لا يستحيل أن يدخل الإنسان بيت خرباً فيجد كنزاً.

وكا إن من ترك السعي وترك نفسه وعياله جياعًا يزعم إنه ينتظر

)١(‏ سورة الشمسر لوحال

المبحث الثاني: طبقات التائبين

فضل الله عليه بأن يرزقه كنزة وهو جالس في داره؛» يراه ذوو البصائر أحمقا ومغرورًا وإن كان ما يقتظره ليس مسعحيلا على الله تعالى» فكذّلك من ينتظر المغفرة من فضل الله وهو مقصر عن الطاعة مصر على الذنوب غير سالك سبيل المغفرة معدود عند أرباب القلوب من المعتوهين.

أما علم هذا المسكين إن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وإن) ينال ذلك بالكسب فهكذا قدره رب العزة وأجرى با سنته ولا تبديل لسنة الله ولا يعلم المغرور: أن رب الآخرة ورب الدنيا واحدء وأن سنته لا تبديل لما فيههما جميعاء وأنه قد أخبر بذلك إذ قال: لإ وان ليتق للإتسانى إلا مَا سَعَى 2(4» فتراه في الآخرة أوقف النتيجة على السبب والأجر على العمل وأجاز في الدنيا العطاء من غير استحقاق!

المطلب الرابع: ما ينبغي أن يبادر إليه التائب

تقدم سابقا إن على التائب الندم والاشتغال بالتكفير عن ذنوبه بحسنات تضاد الذنبء فإن لم يستطع العزم على الترك لغلبة الشهوة فقد عجز عن أحد الطريقين في تكفير الذنوبء فلا ينبغي أن يترك الطريق الثاني» وهو أن يدرأ بالحسنة السيئة لتمحوها فيكون ممن خلط

0 سورة النجم:‎ )١(

عملا صالحا وآخر سيئًا عملا بقوله تعالى: إن اكات د السيَّات 4 27 وقوله تعالى: « وَيَدْربُو ‏ بِالْحَسَئة السيئة وليك لَهْمْ عُقَيّى الدآر#”". والحسنات المكفرة للسيئات إما بالقلب أو باللسان أو بالجوارح» ولتكن الحسنة في محل السيئة وفيما يتعلق بأسبابهاء فأما القلب فليكفره بالتضرع إلى الله تعالى في سؤال المغفرة والعفو ويتذلل تذلل العبد الآبق ويكون ذله بحيث يظهر لسائر العباد وأمام الناس» فا للعبد الآبق وجه للتكبر على سائر العباد» وبأن يضمر بقلبه الخيرات للمسلمين والعزم على الطاعات.

وما باللسان فبالاعتراف بالظلم والاستغفار» فيقول ربي ظلمت نفسي سوءًا فاغفر لي ذنوبي» وكذلك يكثر من ضروب الاستغفار. قال تعالى: # وَمَا كان الله ليُعذَبهُمْ وَآَنْت وهم وَمَا كان ا 0

وأما بالجوارح فبالطاعات والصدقات,. وفي الآثار ما يدل على أن الذنب إذا تبع بأعمال صالحة كان العفو عنه وجو قال تعالى: إل مرك ثاب 'وامل وقيل غزلة فاليةا ا ولدلففة 11 الله سَيقَاتِهِرْ حَسَنَاتٍ

() سورة الرعد: 1

(") سورة الأنفال: “".

المبحث الثاني: طبقات التائبين

وسكا > الله غَفُورَا رَحِيمًا :237» ومن جملة» الطاعات والقربات التي ريا بن ساك الماك لاد قال تعالى: « وَلْذِين اموا وغيلوا المثالحات حصو عَنْهُمْ سَيْنَاتهمٌ ولْتَجْرْيَنّهُرْ كن الَنِي كانُوايَعْمَلُو 74".

وإليك جملة من روايات أهل بيت القداسة والطهارة التي تبين جبران الذنوب ببعض الأعمالء ففي الروايات تأكيد صريح حول التوبة وتلافي الذنوب السابقة ولا يكفي الندم على ما فعل بل يجبر الآثار السيئة للذنوب بالأعمال الصالحة؛ وأحيانا هذا الجبران يظهر بوجوه خاصة حتى يشكل عاملا تربويًا وتكامليًا للإنسان وفي ظله تحبر جميع الآثار السيئة للذنب:

)١‏ قال الرسول الأكرمت: «اتق الله حيث كنت, وخالق الناس بخلق حسن. وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها)»”".

؟) وقال الإمام الصادق5/تّا: «من عمل سيئة في السر فليعمل حسن في السرء ومن عمل سيئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية)”*؟. (؟) سورة العنكبوت: ل.

(”) بحار الأنوار: ج١لاء‏ ص 777. الوسائلء العاملي: ج١١»‏ ص85”.

(5) وسائل الشيعة: ج١١؛‏ ص 7/87.

؟) وقال الإمام الباقرطيك: «التائب إذا لم يستبن أثر التوبة فليس بتائب: يرضي الخصماء ويعيد الصلوات ويتواضع بين الخلق» يتقي نفس عن الختهوات 7

4) وقال أمير المؤمنين92: «ثمرة التوبة استدراك فوارط التفينن)77,

) وقال الإمام الكاظمت: «من كفارات الذنوب العظام إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب)”".

”) سأل شخص من رسول الهيَّ ما كفارة الغيبة؟ فقال الرسول الأكرمي: «أن تستغفر لمن اغتبته»)”؟. 1) وقال الإمام الباقرئيت: «ثلاث كفارات: إفشاء السلام

وإطعام الطعام والتهحد بالليل والناس نيام)””.

.0 48 ص‎ ١ ميزان الحكمة: ج‎ ." ٠ بحار الأنوار: ج7» ص‎ )١( (؟) مستدرك الوسائل: ج7» ص7”/8.‎

(©) شرح النهج, لابن أبي الحديد: ج18» ص 175 .

(5) وسائل الشيعة: ج ١6‏ ص 5/7.

(0) بحار الأنوار: ج لالاء ص 07.

المبحث الثاني: طبقات التائبين

4) وقال الإمام الباقرط/كله: (أربع من كن فيه وكان من قرنه

إلى قدمه ذنوبًا بدلا الله حسنات: الصدق والحياء وحسن الخلق والفكر .

4) وقال الرسول الأكرم 7: «إن من الذنوب ذنوبًا لا تكفرها صلاة ولا صدقة». قيل: يا رسول الله فما يكفرها؟ قال: «الحموم في طلب المعيشة)20.

٠‏ ) جاء شخص إلى الرسول الأكرم يَأ وقال: ذنوبي كثيرة وأعمالي الصا حة قليلة» فقال الرسول الأكرم يأ له: «أكثر السجود فإنه بحط الذنوب كما تحط الريح ورق الشجر)”".

37377 المصدر السابق: ج ١لا ص‎ )١( .١61/ص المصدر نفسه: ج2751‎ )1(

(") المصدر نفسه: ج 85: ص .١147‏ ميزان الحكمة: ج ص/571.

القصل الثالث

التوية وطرق علاج اللإصرار على ارتكاب المحاصي

المبحث الأول: علاج الإصرار وسبيه المطلب الأول: التطهير المعنوي المطلب الثاني : طريق العلاج لحل عقدة الإصرار

المطلب الثالث: سبب إصرار العبد على المحاصي

المطلب الرابع: أهل العلم بين الخوف والرجاء

ال الإبرار ويه و/20

علاج الإصرار وسببه

المطلب الأول: التطهير المعنوي بالإضافة إلى المجاهدات. إلى هداية الحق تعالى. ورد في المناجاة الشعبانية المباركة: «الممي هب لي كمال الانقطاع إليك. وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك. حتى تخرق أبصار القلوب حجب النورء فتصل إلى معدن العظمة. وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك. إلهي واجعلني من ناديته فأجابك» ولاحظته فصعق لحلالك. فناجيته سرًا)2"7.

والمراد من (كمال الانقطاع) هو الخروج من منزل النفس والانقطاع عن الغير» والالتحاق به تعالى» وهو هبة إهية إلى الأولياء الخّص. ومالم تنور أبصار القلوب بضياء نظرته تعالى لا تخرق حجب النور

)١(‏ مستدرك سفينة البحار: ج١٠.‏ ص75

وما دامت هذه الحجب باقية فلا سبيل إلى معدن العظمة. ولا تحصل ل الم ا ال ل 0 الأخلاق الذميمة.

فقد بعث الله تعالى الأنبياء ليعطوا البشر الرشد المعنوي ويخلصوهم 0 تتحقق «! فبعِرَّك لأعْويَنَهُمْأَجْمَعِنَ 4 . فالبشر نيام و مبتلون با لحجب ٠. 5‏ “راك )اهم 200

«الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا» '.

ونحن إذا تدبرنا القرآن تتدفق ينابيع المعارف إلى القلبء فالقرآن هو المنبع للفيض الإلمي ورغم أن صرف قراءته باعتباره رسالة المحبوب إلى السامع المحجوب له آثار محببة لكن التدبر فيه بدي الإنسان إلى المقامات الأعلى والأسمى.

َ فم

د مده ا

١7 بحار الأنوار: ج50» ص5‎ )١(

(0) محمد:

ومن هنا نجد أن الآيات المباركة تحث الإنسان نحو التركية والتطهير من قذارة الطغيان بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى.

والخشية مترتبة عليه والمراد بها الخشية الملازمة للإيان الداعية إلى

والفلاح والنجاح يرتبطان بتزكية النفس وتطهيرها وسموها في ظل الإييان والعمل الصالح؛ كما إن شقاء الإنسان يكون بسبب التلوث

ورد في الأثر”' أن زوج العزيز (زليخا) قالت ليوسف لما أصبح حاكم مصر: (إن الحرص والشهوة تصيّر الملوك عبيدة وإن الصبر والتقوى يصير العبيد ملوكا فقال يوسف #ِيكَاهِ: قال تعالى: 8 إِنّهُ من

يكّق وَيَصْبن إن اللة لا يْضِيعٌ أَجْرَ المُحْسِنِينَ 74").

المطلب الثاني : طريق العلاج لحل عقدة الإصرار

لا يخفى أن أكثر الناس لا يخلو عن مقارفة الذنوبء ثم هم ينقسمون غل :مضي ين انان وغرضنا أن نبين العلاج في حل عقدة الإصرار

.507-900 تفسير الأمثل: ج10 ص‎ )١(

940 يوسف:‎ )١(

ونذكر الدواء فيه» فقد ذكر علماء الأخلاق أن شفاء التوبة لا يحصل إلا بالدواء ولا يعلم ماهو الدواء من لا يعلم الداء» إذ لا معنى للدواء إلا مكافحة أسباب الداء فكل داء حصل من سبب فدواؤه حل ذلك السبب ورفعه وإبطاله» ولا يبطل الشيء إلا بضده ولا سبب للإصرار إلا الغفلة والشهوة ولا يضادٌ الغفلة إلا العلم ولا يضاد الشهوة إلا الصبر على قطع الأسباب المحركة للشهوة» والغفلة رأس الخطاياء قال الله تعالى: (وارياضة اناي لاجَرَمَ هافق الأَخرَة هُرُ الحَاسِرُونَ 2"74. فلا دواء إذن للتوبة إلا معجون يعجن من حلاوة العلم ومرارة الصبرء وى) يجمع في السكنجبين بين حلاوة السكر وحموضة الخل. فهكذا ينبغي أن يفهم علاج القلب عما به من مرض الإصرارء فإذن لهذا الدواء أصلان أحدهما العلم والآخر الصبر فلا بد

من بيانهما:

أولا: العلم وهو علاج الغفلة

فإن قلت: أينفع كل علم لحل الإصرار أم لابد من علم خصوص؟

نقول: إن العلوم بجملتها أدوية لأمراض القلوب لكن لكل مرض علم يخصه | أن علم الطب نافع في علاج الأمراض بالجملة

١٠١9-51١8 :لحنلا)١(‎

ولكن يخص كل مرض علم مخصوص فكذلك دواء الإصرار» فلنذكر خصوص ذلك العلم بتشبيهه بمرض الأبدان ليكون أقرب إلى الفهم. فنقول: يحتاج المريض إلى التصديق بأمور أربعة:

الأول أن يضدق إجتالا سآن للمرضن والضحة أسبابا يتوضل إليها بالاختيار على ما رتبه مسبب الأسباب» وهذا هو الإيان بأصل الطب فإن من لا يؤمن به لا يشتغل بالعلاج ويحق عليه الحلاك وهذا وزانه وتطبيقه على ما نحن فيه الإيهان بأصل الشرعء وهو أن يؤمن بالله واليوم الآخر وأن للسعادة في الآخرة سبب هو الطاعنة وللعتقاوة سيا وهر الغضية.

الثاني: أنه لابد وأن يعتقد المريض في طبيب معين أنه عالم بالطب حاذق فيه صادق فيا يعبّر عنه» لا يلبس الأمر على المرضى ولا يكذب» فإن إيانه بأصل الطب لا ينفعه بمجرده دون هذا الإيهان وتطبيقه في مرض الأرواح والقلوب هو العلم بصدق الرسول#» والآئمة الأطهار #2 من بعده. والإيهان بأن كل ما يقولونه حق وصدق لا كذب ذو له

الثالث: أنه لابد وأن يصغي إلى الطبيب فيما يحذره من تناوله والأسباب المضرة على الجملة حتى يغلب عليه الخوف في ترك الاحتماء

فتكون شدة الخنوف باعثة له على الاحتماء» ووزانه وتطبيقه من الدين الإصغاء إلى الآيات والأخبار المشتملة على الترغيب في التقوى والتحذير من ارتكاب الذنوب واتباع الحوى والتصديق بجميع ما يلقى إلى سمعه من ذلك من غير شك واسترابة حتى ينبعث به الخوف المقوي على الصبر الذي هو الركن الآخر في العلاج.

الرابع: أن يصغي إلى الطبيب فيهم| بخص مرضه وفيا ألزمه بالاحتماء عنه ليعرّفه أولا تفصيل ما يضره من أفعاله وأحواله ومأكوله ومشروبه. فليسن عل كل مريضن: لاحت مغن كل كى واوا عه كل دواء دين لكل علة خاصة علم خاص وعلاج خاصء ووزانه وتطبيقه من الدين أن كل عبد ليس يبتلى بكل شهوة وارتكاب كل ذنب؛ بل لكل مؤمن ذنب مخصوص أو ذنوب مخصوصة فتكون حاجته إلى العلم بأمبا ذنوبء ثم إلى العلم بآفاتبا وقدر ضررها في الدين» ثم إلى العلم بكيفية التوصل إلى الصبر عنهاء ثم إلى العلم بكيفية تكفير ما سبق منها. فهذه علوم يختص بها أطباء الدين وهم العلماء الذين هم ورثة الأنبياءء فالعاصي إن علم عصيانه فعليه طلب العلاج من الطبيب وهو العالم وإن كان لا يدري أن ما يرتكبه ذنب, فعلى العالم أن يعرّفه ذلك بأن يتكفل كل عالم بإقليم أو بلدة أو محلة أو مسجد أو مشهدء فيعلّم أهله دينهم ويميز ما يضرهم عا ينفعهم وما يشقيهم عم| يسعدهم ولا ينبغي

أن يصير إلى أن يسأل عنه» بل ينبغي أن يتصدى لدعوة الناس إلى نفسه فإنهم ورثة الأنبياء © والأنبياء ما تركوا الناس على جهلهم, بل كانوا ينادونهم في مجامعهم ويدورون على أبواب دورهم في الابتداء ويطلبون واحدًا واحدًا فيرشدونهمء فإن مرضى القلوب لا يعرفون مرضهم كى| أن الذي ظهر على وجهه برص ولا مرآة معه لا يعرف مرضه مال يعرّفه غيره؛ فإن الخلق لا يولدون إلا جهالاء فلا بد من تبليغ الدعوة إليهم في الأصل والفرع فالدنيا دار بلوى» إذ ليس في بطن الأرض إلا ميت ولا على ظهرها إلا سقيم ومرض القلوب أعظم من مرض الأبدان» والعلماء أطباء والسلاطين مسؤولو هذا المشفى.

فكل مريض لم يقبل العلاج بمداواة العالم يسلّم إلى السلطان ليكف شره كا يسلم الطبيب المريض الذي لا يحتمي أو الذي غلب عليه الجنون إلى القيّم والمسؤول ليقيّده بالسلاسل والأغلال ويكف شره عن نفسه وعن سائر الناسء وإنما صار مرض القلوب أكثر من مرض الأبذان لسيوية:

إحداها: أنْ المريض به لا يدري أنه مريض.

والثانية: أن عاقبته غير مشاهدة في هذا العالم بخلاف مرض البدن. إن عاقبته موت مشاهد تنفر الطباع منه وما بعد الموت غير مشاهد

وعاقبة الذنوب موت القلب وهو غير مشاهد في هذا العالم» فقأّت النفرة عن الدنوب وإن علم بها مرتكبهاء فلذلك تراه يتكل على فضل الله في مرض القلب ويجتهد في علاج مرض البدن من غير اتكال.

ثانياً: الصبر هو علاج الشهوة

ووجه الحاجة إليه أن المريض إِنَّا يطول مرضه لتناوله ما يضرّه وإلَّما يتناول ذلك إِمّا لغفلته عن مضرّته وإِمًّا لشدّة غلبة شهوته. فله سببان.

فما ذكرناه هو علاج الغفلة فيبقى علاج الشهوة» وطريق علاجها حاصله:

أن المريضن إذا اشعدت ضراو ة مرضة لأكول مضة فطريقه أن يستشعر عظم ضرر أكله. ثمّ يغيب ذلك المأكول عن عينه فلا يحضره ولا يجعله قريبًا منه فتنازعه نفسه عليه أكثر» ثمّ يتسل عنه ب| يقرب منه في صورته ويشبهه لكن ليس فيه ضرر أو ضرره بسيط» ثم يصبر بقوّة الخوف على الألم الذي يناله في تركه فلابدٌ على كل حال من مرارة الصبرء فكذلك يعالج الشهوة في المعاصي كالشابٌ مثلًا إذا غلبته الشهوة فصار لا يقدر على حفظ عينه ولا حفظ قلبه أو حفظ جوارحه في السعي وراء شهوته فينبغي أن يستشعر ضرر ذنبه بأن يستقري المخوفات التي جاءت فيه من كتاب الله وسنّة رسوله (صلّ الله عليه وآله) والأئمة فإذا

اشتد خوفه تباعد عر الأسباب المهيجة لشهوته.

ومهيّح الشهوة أمران:

الأول: هو حضور المشتهي والنظر إليه» وعلاجه الحرب والعزلة.

والثاني: تناول لذائذ الأطعمة وتحصيل جميع الشهوات؛ بأن يعتاد على تحصيل رغباته وكل ما يشتهيه» وعلاجه الجوع والصوم الذائم.

وكل ذلك لا يتم إلا بصبر ولايصبر إلاعن خوف ولايخاف إِلّا عن علم ولا يعلم إلاعن بصيرة وافتكار أو عن ساع وتقليد.

فأوّل الأمر حضور مجالس الذّكر ثم الاستماع عن قلب مجرّد عن سائر الشواغل مصروف إلى الساعء ثمٌ التفكر فيه لتمام الفهم وينبعث من تمامه لا محالة خوفه» وإذا قوي المخوف تيسّر بمعونته الصبر وانبعث الدذواعي لطلب العلاج وتوفيق الله وتيسيره من وراء ذلك.

فمن أعطى من قلبه حسن الإصغاء واستشعر الخوف فاتّقى رافظ القوات وصضدق اسان لسيتر الل للتسوئ ةو تاقد بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسبِيسٌره الله للعسرىء ثم لا يغني عنه ما اشتغل به من ملادً الدَنياء وما على الأنبياء إلا شرح طرق المدى وإنّما لله الآخرة والأولى.

المطلب الثالث: سبب إصرار العبد على المحاصي

أحدها: إن العقاب الموعود غيب ليس بحاضر والنفس جبلت متأثرة بالحاضر فتأثرها بالموعود ضعيف إضافة إلى تأثرها بالحاضر.

الثاني: أن الشهوات الباعثة على الذنوب لذاتها ناجزة وفعلية أي ينا ها العبد فورًا وقد قوي ذلك واستولى على القلب بسبب الاعتياد والألفة والعادة طبيعة خامسة كما يقولونء وترك العاجل لخوف الآجل شديك عن الشين ولذلك :قال تعال: كلا بل تحيُون العلجلة :" ويَذَرُوسَّ القَخِرتَ 704 وقال: ابَلْ تؤثرُوى الْحيَاة اليا 04©.

وقد عبر عن شدة الأمر قول رسول الله : (حفت الحنة بالمكاره وعدت القاريا ديرك 0

فإذن كون الشهوة مرهقة في الخال وكون العقاب متأخراً إلى المآل سببان ظاهران في الاسترسال مع حصول أصل الإيوان» فليس كل من يشرب في مرضه ماء الثلج لشدة عطشه مكنبًا بأصل الطب ولا مكنبًا بأن ذلك مضر في حقه. ولكن الشهوة تغلبه وألم الصبر عنه ناجز فيهون عليه الألم المنتظر. )١(‏ سورة القيامة: .5١- 57٠١‏

؟) سورة الأعلى: .١5‏ زفرف المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء: جلا» ص١ ٠‏

الثالث: أنه ما من مذنب مؤمن إلا وهو في الغالب عازم على التوبة وتكفير السيئات بالحسنات» وقد وعد بأن ذلك يجبره إلا أن طول الأمل غالب على الطباع فلا يزال يسوّف التوبة والتكفير فمن حيث رجائه التوفيق للتوبة ربم| يقدم عليه مع الويمان.

الرابع: أنه ما من مؤمن موقن إلا وهو معتقد أن الذنب لا يوجب العقوبة إيجابا لا يمكن العفو عنها فهو يذنب وينتظر العفو اتكالَا على فضل الله.

فهذه أسباب أربعة موجبة للإصرار على الذنب مع بقاء أصل الإيهان. نعم قد يقدم المذنب بسبب خامس يقدح في أصل الإيهان وهو كوه ناكا فى صدق الرسل وهذا هو الكفر كالذق عثرة الطيب ضه تناول ما يضره في المرض وكان المحذر ما لا يعتقد فيه أنه عالم بالطب فيكذبه أو يشك فيه فلا يبالي به فهذا هو الكفر.

فإن قلت: فا علاج الأسباب الخمسة؟

والجواب: هو الفكر وذلك بأن يقرر على نفسه في السبب الأول وهو تأخر العقاب أن كل ما هو آت آت وأن غدا للناظرين قريب» وأن الموت أقرب إلى كل أحد من شراك نعله فا يدريه فلعل الساعة قريب ويذكر نفسه أنه في أعماله الدنيوية يتعب في الحال لتحصيل الآمان من خوف

أمر في المستقبل» فتراه يركب البحار ويقاسي الأسفار لأجل الربح الذي يحتاج إليه في معاشه» بل لو مرض وأخبره طبيب نصراني بأن شرب الماء البارد يضره ويسوقه إلى الموت. وكان الماء البارد ألذ الأشياء عنده» تراه يتركه» مع أن الموت ألمه لحظة. فلينظر كيف يبادر إلى ترك ملاذه بقول إنسان غير مسلم لم تقم معجزة على طبّه أو صحة قوله» فيقول: كيف يليق بعقلي أن يكون قول الأنبياء المؤيدين بالمعجزات عندي دون قول نصراني يدعي الطب لنفسه بلا معجزة على طبه ولا يشهد له إلا عوام الخلق» وكيف يكون عذاب النار أخف عندي من عذاب المرض» وكل يوم في الآخرة بمقدار خمسين ألف سنة من أيام الدنيا ومهذا التفكر بعينه يعالج اللذة الغالبة عليه ويكلف نفسه تركها ويقول: إذا كنت لا أقدر على ترك لذَاتِي أيام العمر وهي أيام قلائل فكيف أقدر على ذلك أبد الآباد؟

وإذا كنت لا أطيق ألم الصبر فكيف أطيق ألم النار؟ وإذا كنت لا 0 عن زخارف الدنيا مع كدورتها وتنغصها وامتزاج صفوها بكدرها فكيف أصبر عن نعيم الآخرة؟

وأما تسويف التوبة فيعالجه بالفكر في أن أكثر صياح أهل النار من التسويف. لأن المسوّف يبني على البقاء وأنه سيستطيع تدارك ما فاته

فليت شعري هل عجز في ا حال إلا لغلبة الشهوة» والشهوة ليست تفارقه غدا بل تتضاعف إذ تتأكد بالاعتياد فليست الشهوة التي أكدها الإنسان بالعادة كالتي لم يؤكدها وعن هذا هلك المسوفون, لأنهم يظنون الفرق بين المتاثلين ولا يظنون أن الأيام متشابهة في أن ترك الشهوات فيها أبدا شاق» وما مثال المسوّف إلا مثال من احتاج إلى قلع شجرة فرآها قوية لا تنقلع إلا بمشقة شديدة» فقال: أؤخرها سنة ثم أعود إليها وهو يعلم أن الشجرة كلما بقيت ازداد رسوخها وهو كلما طال عمره ازداد ضعفه فلا حماقة في الدنيا أعظم من حماقته إذ عجز مع قوته عن مقاومة ضعيف فأخذ ينتظر الغلبة عليه إذا ضعف هو في نفسه وقوي الضعيف.

وأما المعنى الرابع وهو انتظار عفو الله تعالى فحاله كمن ينفق جميع أمواله ويترك نفسه وعياله فقراء منتظرًا من فضل الله تعالى أن يرزقه العثور على كنز في أرض خربة» فإن إمكان العفو عن الذنب مثل هذا الإمكان وهو مثل من يتوقع السرقة في بلده وذخائر أمواله في صحن داره وقدر على دفنها وإخفائها فلم يفعل وقال: أنتظر من فضل الله أن يسلط غفلة وعقوبة على الظالم الناهب حتى لا يتفرغ إلى داري أو إذا انتهى إلى داري مات على باب الدار فإن الموت ممكن» وقد كي أن مثل ذلك وقع فأنا أنتظر من فضل الله مثله فمنتظر هذا منتظر أمر ممكن ولكنه في غاية الحاقة.

وأما الخامس: وهو الشك في الرسولء فهذا كفرء وعلاجه الأسباب التي تعرفه صدق الرسل وذلك يطول ولكن يمكن أن يعالج بعلم قريب يليق بحد عقله فيقال له: ما قاله الأنبياء المؤيدون بالمعجزات هل صدقه ممكن أو يقول أعلم أنه محال ىا أعلم استحالة كون شخص واحد في مكانين في حالة واحدة. فإن قال: أعلم استحالته كذلك فهو أخرق معتوه وكأنه لا وجود لمثل هذا في العقلاء وإن قال: أنا شاك فيه فيقال: لو أخبرك شخص واحد مجهول عند تركك طعامك في البيت لحظة أنه قد ولغت فيه حية وألقت سمها فيه وجوزت صدقه فهل تأكله أو تتركه» وإن كان ألذ الأطعمة. فتقول: أتركه لا محالة» لأنه إن كذب فلا يفوتني إلا هذا الطعام والصبر عنه» وإن كان شديدة فهو قريب» وإن صدق فتفوتني الحياة» والموت إضافةً إلى ألم الصبر عن الطعام وإضاعته شديد.

وهنا نقول لمثل هذا: يا سبحان الله كيف تؤخر صدق الأنبياء كلهم مع ما ظهر لهم من المعجزات وصدق العلاء والأولياء والحكاء كافة» بل جميع أصناف العقلاء ولست أعني مهم جهال العوام بل ذوي الألباب عن صدق رجل واحد مجهول لعل له غرضًا في| يقول» فليس في العقلاء إلا من صدق باليوم الآخر وأثبت ثوابًا أو عقابًا وإن اختلفوا

في كيفيته» فإن صدقوا فقد أشرفت على عذاب يبقى أبد الآباد» وإن

علاج الإصرار وسبيه 2/11

كذبوا فلا يفوتك إلا بعض شهوات هذه الدنيا الفانية المكدرة فلا يبقى له توقف إن كان عاقلا مع هذا التفكر» إذ لا نسبة لمدة العمر إلى أبد الآباد. بل لو قدرنا الدنيا تملوءة بالدرة وقدرنا طائر يلتقط في كل ألف ألف سنة حبة واحدة منها لفنيت الذرة ولم ينقص أبد الآباد شيئا فكيف يفتر رأي العاقل في الصبر عن الشهوات مائة سنة مثلا لأجل سعادة تبقى إلى الأبد. وذلك لا منتهى له. ولذلك قال أبو العلاء المعري:

قال المنجم والطبيب كلاهما لايحشر الأموات قلت إليىا إن صح قولك] فلست بخاسر أو صح قولي فالخسار عليكم|

ولذلك قال أمير المؤمنين عبتن لبعض من قصر عقله عن فهم تحقيق الأمور وكان شاكاً: «إن صح ما قلت فقد تخلصنا جميعا وإلا فقد تخلصنا وهلكت)2©.

ومرادهكيكا: أن العاقل يسلك طريق الأمن في جميع الأحوال.

وهنا لنا أن نسأل: إن الإنسان إذا أخضع تصرفه للفكرء فإنه يرى هذه الأمور جلية» لكن القلوب لا تنصاع إلى ما يقتضيه الفكرء فم| علاج القلوب لردها إلى الفكر لا سيم| من آمن بأصل الشرع وتفصيله؟

ونقول في مقام الجواب: إن المانع من الفكر أمران:

.٠١ 5 المحجة البيضاء في تبذيب الأحياء: جلاء ص‎ )١(

أحدهما: أن الفكر النافع هو التفكر في عقاب الآخرة وأهواها وشدائدها وحسرات العاصين في الحرمان عن النعيم المقيم» وهذا فكر لدّاغ مؤلم للقلب فينفر القلب عنه ويتلذذ بالفكر في أمور الدنيا على سبيل التفرج والاستراحة.

الآخر: إن الفكر شغل في الحال مانع من لذائذ الدنيا وقضاء الشهوات» وما من إنسان إلا وله في كل حالة من أحواله ونفس من أنفاسه شهوة قد تسلطت عليه واسترقته فصار عقله مسخرًا للماء فهو مشغول بتدبير حيلته وصارت لذته في طلب الحيلة فيه أو في مباشرة قضاء الشهوة والعقل يمنعه من ذلك.

وعلاج هذين المانعين أن يقول لقلبه: ما أشد غباوتك في الاحتراز والابتعاد عن التفكّر في الموت وما بعده تألًا بذكره» فكيف تصبر على مقاساة الموت إذا وقع عليك وهو مما لا مفر منه؟

وأما الثاني: وهو كون الفكر مفوتا للذّات الدنيا فهو أن يعلم أن فوات لذات الآخرة أشد وأعظم.ء فإنها لا آخر لما ولا كدورة فيهاء ولذات الدنيا سريعة الدثور والفناء وهي مشوبة بالمكدرات فم فيها لذة صافية عن كدر وتعب. وفي التوبة عن المعاصي والإقبال على الطاعة تلذذ بمناجاة الله تعالى واستراحة بمعرفته وطاعته وطول الأنس به

وهذا مما لا يدركه إلا من تاب حقاء وليس آكل الحلاوة كواصفهاء ولو لم يكن للمطيع جزاء على عمله إلا ما يجده من حلاوة الطاعة وروح الأنس بمناجاة الله لكان ذلك كافيّاك فكيف بط ينضاف إليه من نعيم الآخرة» نعم هذه اللذة لا تكون في ابتداء التوبة ولكنها تصبر عليها مدة مديدة وقد صار الخير ديدن كما كان الشر ديدناء فالنفس قابلة ما عودتها تتعود. والخير عادة والشر لحاجة, فإذن هذه الأفكار المهيجة للخوف المهيج لقوة الصبر عن الذات ومهيج هذه الأفكار وعظ الوعاظ ومنبهات تقع للقلب بأسباب تتفق لا تدخل تحت الحصر فيصير الفكر موافقة للطبع» فيميل القلب إليه ويعبر عن السبب الذي أوقع الموافقة بين الطبع وبين الفكر - الذي هو سبب الخير - بالتوفيق إذ التوفيق هو التأليف بين الإرادة وبين المعنى الذي هو طاعة نافعة في الآخرة. وقدروي في حديث طويل أنه قام عمار بن ياسر له فقال لعلي عكّل: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الكفر على ماذا بني؟ فقال عَلْكَل: «بني الكفر على أربع دعائم: على الجفاء والعمى, والغفلة» والشكء. فمن جفا فقد احتقر الحق. وجهر بالباطل ومقت العلماء وأصر على الحنث العظيم؛ ومن عمي نسي الذكر واتبع الظن» وطلب المغفرة بلا توبة ولا استكانة؛ ومن غفل حاد عن الرشد وغرته الأماني» وأخذته

الحسرة والندامة» وبدا له من الله مالم يكن يحتسب)""2".

فها ذكرناه بيان لبعض آفات الغفلة عن التفكير» وهذا القدر في التوبة كاف.

المطلب الرابع: أهل العلم بين الخوف والرجاء

كا إن فقد طبيب الأبدان يقتضى الحلاك كذلك فقد أطباء القلوب والأرواح» فإن الأطبّاء هم العلماء» وهم في علاج مرضاهم فنونء فلا تجدهم يرغبون العوام ويستميلون قلومهم حتى يؤدي بهم ذلك إلى الأرجاء وطول الأمل وترك العمل وذكر دلائل الرّحمة؛ لأنّ ذلك ألذّ في الأسماع وأخف على الطباع؛ فينصرف الخلق عن مجالس الوعظ. وقد استفادوا مزيد جرأة على المعاصي ومزيد ثقة بفضل الله. ى| لا تجدهم يؤيسون الناس عن رحمة الله تعالى فالرّجاء» والنوف دواءان ولكن لشخصين متضادّي العلة؛ أمّا الذي غلب عليه الخوف حتى هجر الذنيا بالكليّة وكلف نفسه ما لا يطيق وضيّق العيش على نفسه بالكليّة فتكسر سورة إسرافه في الخوف بذكر أسباب الرّجاء ليعود إلى الاعتدال» وكذا

المصرّ على الذنوب المشتهي للتوبة الممتنع عنها بحكم القنوط واليأس

)١(‏ كنز الععمالء المتقي الهندي: ج7١,‏ ص »11١‏ باب خطب عل كيك ومواعظه.

ال الإبرار وميه /207

استعظاما لذنوبه التي سبقت يعالج أيضاً بأسباب الرّجاء حتى يطمع في قبول التوبة فيتوب. فآمًا معالجة المغرور المسترسل في المعاصي بذكر أسباب الرّجاء فلا يجوز فإنه حينئذ يغريه بالمعصية ويحبّب إليه الذنوب.

فيا هو الطريق الذي ينبغي أن يسلكه الواعظ في وعظه مع الخلق؟

واجواب: أنْ ذلك يطول ولا يمكن استقصاؤه نعم نشير إلى الأنواع النافعة في حل عقدة الإصرارء وحمل الناس على ترك الّنوب وهي أربعة أنواع:

النوع الأوّل: أن يذكر ما في القرآن من الآيات المخوّفة للمذنبين والعاصين؛ وكذلك ما ورد من الأخبار الدالة على المطلوب؛ والآثار في ذم العاصي ومدح التائبين لا تحصىء فينبغي أن يستكثر الواعظ منها إن كان هو وارث رسول اللْهيَئة فإنه ما خلف دينار ولا درهما إن خلف العلم والحكمة وورثه كل عالم بقدر ما أصاب من العلم.

والنوع الثاني: حكايات أولياء الله تعالى والعلماء وما جرى عليهم من المصائب بسبب ذنوبهم فذلك شديد الوقع ظاهر النفع في قلوب الخلق. وأمثال هذه الحكايات لا تنحصر ولم يرد بها القرآن والأخبار ورود الأسمارء بل الغرض بها الاعتبار والاستبصار ليعلم أن الآولياء ‏ يتجاوز عنهم في الذنوب الصغار فكيف يتجاوز عن غيرهم في الذنوب

الكبار» نعم كانت سعادتهم في أن عوجلوا بالعقوبة ولم يؤخروا إلى الآخرة» والأشقياء يمهلون ليزدادوا إِثما ولأن عذاب الآخرة أشد وأكبر» فهذا أيضا مما ينبغي أن يكثر جنسه على أساع المصرينء فإنه نافع في تحريك دواعي التوبة.

النوع الثالث: أن يقرر عندهم أن تعجيل العقوبة في الدنيا متوقع على الذنب» وأن كل ما يصيب العبد من المصائب فهو بسبب جناياته فرب عبد يتساهل في أمر الآخرة ويخاف من عقوبة الله في الدنيا أكثر لفرط جهله فينبغي أن يخوّف به. فإن الذنوب كلها يتعجل في الدنيا شؤمها في غالب الأمر حتى قد يضيق على العبد رزقه بسبب ذنوبه وقد تسقط منزلته عن القلوب ويستولي عليه أعداؤه وفي الخبر: «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)"''. وورد أيضا: إن العبد ليذنب الذنب فيزوي عنه الرزق)”".

وقال بعضهم: ليست اللعنة سواداً في الوجه ونقصانه في المال إنما اللعنة أن لا تخرج من ذنب إلا وقعت في مثله أو أشد منه. وهو ى| (قالوا) لأن اللعنة هي الطرد والإبعاد» فإذا لم يوفق للخير ويسر له الشر

728 مستدرك الوسائل» للميرزا النوري: ج .)ص‎ )١( .27١ (؟) الكافي: ج ؟» ص‎

فقد أبعد» والحرمان عن رزق التوفيق أعظم حرمان» وكل ذنب فإنه يدعو إلى ذنب آخر ويتضاعف فيحرم العبد به عن رزقه النافع في مجالسة وفي الخبر: ١ما‏ أنكرتم من زمانكم فبما غيرتم من أعمالكم)"'".

وفي الكافي عن الصادق طَيْتَهِ قال: «قال أمير المؤمنين كِِن في قوله تعالى: 9 وَمًا أَصَابِحرْمِن'مُصِيبَة يسبت اليك ويَخْفُوعنْ كزير» '"': ليس من التواء عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم ولا خدشة عود إلا بذنب ولا يعفو الله أكثر)”".

وعنه عُيِتَاةِ قال: «قال أمير المؤمنين: ترك الخنطيئة أيسر من طلب التوبة» وكم من شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً والموت فضح الدنيا ول يترك لذي لب فرحاً»9.

النوع الرابع: ذكر ما ورد من العقوبات على أحاد الذنوب

.١١ص‎ 6 مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول: ج‎ )١( 2 الشورى:‎ )0( .7 الكاني: ج ")ص 4550 تحت رقم:‎ 90

(5) المصدر نفسه: ص ١‏ 50» تحت الرقم: .١‏

يمكن حصره وذكره مع غير أهله وضع للدواء في غير موضعه. بل ينبغي أن يكون العالم كالطبيب الحاذق يستدل أولا بالنبضص والهيئة واللون ووجوه الحركات على العلل الباطنة ويشتغل بعلاجها فليستدل بقرائن الأحوال على خفايا الصفات وليتعرّض لماوقف عليه اقتداءً برسول الله . حيث قال له أحدهم: أوصني ولاتكثر عل فقال: «لا تغضب»). وقال لهآخر: أوصنى فقال: «عليك باليأس ماني أيدي الناس فإن ذلك هو الغنىء وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضرء وصل صلاة مودع وإياك وما ل

فكأنه: توسم بالسائل الأول الغضب فنهاه عنه. وني السائل الآخر الطمع في الناس وطول الآمل» والكلام على قدر حال السائل أولى من أن يكون بحسب حال القائل.

فإذن على كل ناصح أن تكون غايته مصروفة إلى تفرس الصفات الخفية ومعرفتها وتوسم الأحوال اللائقة ليكون اشتغاله بالمهم» فإن با هو مستغن عنه تضييع للوقت والجهد.

)١(‏ المحجة البيضاء: ج لا ص/51.

وهنا قد يسأل سائل: فإذا كان السائل لا تعلم حاله وما يعاني منه من علل؟

والجواب: هنا لابد للواعظ أن يعظه با يشترك جميع الخلق بالحاجة إليه ولا يستغني عنه أحد, فإن في علوم الشرع أغذية وأدوية فالأغذية للجميع والأدوية لأرباب العلل» ومثاله ما قال لقمان لابنه: (يا بني وأنفق فضول كسبك لأخرتكء ولا ترفض الدنيا كل الرفض فتكون عيالا وعلى أعناق الرجال كلأء وصم صوما يكسر شهوتك ولا تصم صوما يضر بصلاتك. فإن الصلاة أفضل من الصوم ولا تجالس السفيه ولا تخالط ذا الوجهين).

وقال لابنه أيضا: (يا بني لا تضحك من غير عجب ولا تمش في غير أرب”3. ولا تسأل عما لا يعنيك ولا تضيع مالك وتصلح مال غيرك فإن مالك ما قدمت ومال غيرك ما تركتء يا بني إن من يَرحم يُرحم ومن يصمت يسلمء ومن يقل الخير يغنم» ومن يقل الشر يأثم» ومن لا يملك لسانه يندم)”".

وقال رجل لأحدهم: أوصنيء فقال: كل ما لو جاءك الموت عليه

(١)الأرب‏ - محركة -: الحاجة. (؟) المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء: ج لا ص 98.

فرأيته غنيمة فألزمه وكل ما جاءك الموت عليه فرأيته مصيبة فاجتنبه.

وقال موسى كه للخضر: (أوصني فقال: كن بساماً ولا تكن غضابا وكن نفاعاً ولا تكن ضراراً. وانزع عن اللجاجة» ولا تمش في غير حاجة» ولا تضحك من غير عجبء ولا تعير الخطائين بخطاياهم. وابك على خطيئتك يا ابن عمران)2"7.

فهذه المواعظ مثل الأغذية التي يشترك الجميع في الانتفاع بهاء فإذا كان طلب الطبيب أول علاج المرضى فطلب العلماء أول علاج العاصين» فهذا أحد أركان العلاج وأصوله.

الثاني: وهو الصبر وهو علاج الشهوة ووجه الحاجة إليه أن المريض إنا يطول مرضه لتناوله ما يضره وإنا يتناول ذلك إما لغفلته عن مضرته وإها لشدةغلبة تنيوكه و فلهسيات:

فا ذكرناه هو علاج الغفلة فيبقى علاج الشهوة» وطريق علاجها حاصله: أن المريض إذا اشتدت ضراوة مرضه لمأكول مضر فطريقه أن يستشعر عظم ضرر أكله؛ ثم يغيب ذلك المأكول عن عينه فلا يحضره ولا يجعله قريباً منه فتنازعه نفسه عليه أكثر» ثم يتسلى عنه ب| يقرب منه

في صورته ويشبهه لكن ليس فيه ضرر أو ضرره بسيطء ثم يصبر بقوة

الخنوف على الآلم الذي يناله في تركه فلابد على كل حال من مرارة الصبرء فكذلك يعالج الشهوة في المعاصي كالشاب مثلا إذا غلبته الشهوة فصار لا يقدر على حفظ عينه ولا حفظ قلبه أو حفظ جوارحه في السعي وراء شهوته فينبغي أن يستشعر ضرر ذنبه بأن يستقري المخوفات التي جاءت فيه من كتاب الله وسنة رسولهي: والأئمة «. فإذا اشتد خوفه تباعد عن الأسباب المهيجة لشهوته. ومهيج الشهوة أمران:

الأول: هو حضور المشتهي والنظر إليه» وعلاجه الحرب والعزلة.

والثاني: تناول لذائذ الأطعمة وتحصيل جميع الشهوات؛ بأن يعتاد على تحصيل رغباته وكل ما يشتهيه. وعلاجه الجوع والصوم الدائم. وكل ذلك لا يتم إلا بصبر ولا يصبر إلا عن خوف ولا يخاف إلا عن علم ولا يعلم إلا عن بصيرة وافتكار أو عن ساع وتقليد.

فأول الأمر حضور مجالس الذكرء ثم الاستماع عن قلب مجرد عن سائر الشواغل مصروف إلى السماع» ثم التفكر فيه لتام الفهم وينبعث من تمامه لا محالة خوفه. وإذا قوي الخنوف تيسّر بمعونته الصبر وانبعث الدواعي لطلب العلاج وتوفيق الله وتيسيره من وراء ذلك.

فمن أعطى من قلبه حسن الإصغاء واستشعر الخوف وائقى وانفظر القواف وفيدق لسن عييتنه الل للتسرى واما شن

بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسيِيسٌره الله للعسرىء ثم لايغني عنه ما اشتغل به من ملاذ الدنياء وما عل الأنبياء إلاشرح طرق الهدى وإنم لله الآخرة والأولى.

والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على سيدنا محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين.

المصادر والمراجع

-أوائل المقالات في المذاهب والمختارات» الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم أب عبد الله العكبريء البغدادي (ت4117ه). نشر المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد» طبع دار المفيد للطباعة ونشر والتوزيع» بيروت. لبنانء الطبعة الثانية» 5١5‏ ١ه/‏ 1997 م.

-بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الآئمة الأطهارء الشيخ محمد باقر المجلسي» نشر وطبع دار إحياء التراث العربي» بيروت» لبنان» الطبعة الثالثة المصححة» 7٠5١ه/‏ 1987م.

-بهج الصباغة في شرح نبج البلاغة» الشيخ محمد تقي التستري (ت5١5١ه»).ء‏ تحقيق مؤسسة نهج البلاغة» نشر دار أمير كبير» مطبعة سبهرء طهرانء إيران» الطبعة الأولى» 5١4‏ ١ه/‏ 1991م.

-تحف العقول عن آل الرسول صل الله عليهم» الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني (من أعلام القرن الرابع) تصحيح وتعليق الشيخ علي أكبر غفاري» مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسينء قم المقدسة» إيران» الطبعة الثانية» 5 ٠‏ 5١ه.‏

-الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل» الشيخ ناصر مكارم الشيرازي»

مؤسسة النشر الإسلامي. قم المقدسة. إيران.

-الميزان في تفسير القرآن» السيد محمد حسين الطباطبائي (ت407١ه)»‏ نشر وطبع مؤسسة الأعلمي للمطبوعات» بيروت» لبنان.

-جامع الأخبار» الشيخ محمّد بن محمّد السبزواريء تحقيق علاء آل جعفر» نشر وطبع مؤسسة آل البيت! لإحياء التراث» قم المقدسة» إيران.

-الخصالء ابن بابوية» محمد بن علي القمي (الصدوق) (ت١"اه).‏ تصحيح الشيخ علي أكبر غفاري» نشر وطبع جامعة المدرسين» قم المقدسة» الطبعة الآولى» 19/7 م.

-شرح نبج البلاغة» ابن أبي الحديد» نشر وطبع دار الفكرء القاهرة» مصرء الطبعة الثالثة.

-الصحيفة السجادية» الإمام علي بن الحسين زين العابدين لِيَاما (ت44ه). تصحيح عبدالرحم أفشاري الزنجاني» نشر وطبع مؤسسة الفقيه» طهرانء إيران» الطبعة الثانية» ١92617‏ م.

-عيون الحكم والمواعظء كاني الدين أبي الحسن علي بن محمد الليثي» نشر وطبع دار الحديث. قم المقدسة, إيران» الطبعة الأولى.

-الفصول المهمة في أصول الآئمة» الحر العاملٍ (ت5١١١ه).‏ تحقيق وإشراف محمد بن محمد الحسين القائيني» الطبعة الأولى» ١ه‏

-الكافي» الشيخ محمد بن يعقوب الكليني (ت79لاه)» تصحيح الشيخ علي أكبر غفاريء والشيخ محمد آخوندي» نشر وطبع دار الكتب الإسلامية» طهران, الطبعة الرابعة» /ا٠5١ه.‏

-المجتنى من الدعاء المجتبى» السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس (ت175ه». تحقيق صفاء الدين البصريء نشر وطبع دار الذخائر» قم المقدسة, إيران, الطبعة الأولى» ١١5١ه.‏

-المحجة البيضاء في تهذيب الأحياء» محمد بن المرتضى المدعو بالمولل محسن الفيض الكاشاني (ت١9١٠١ه)»‏ تصحيح وتعليق الشيخ علي أكبر الغفاري» نشر وطبع مكتبة الصدوقء. طهرانء إيران» الطبعة الآوللء ١781١ه/‏ ١195م.‏

-مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسولء الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي (ت١١١١ه».‏ نشر وطبع: دار الكتب الإسلامية» مطبعة

8

مرويء الطبعة الثانية» 5 ٠5١ه.‏

النوري الطبرمي» تحقيق ونشر مؤسسة آل البيت! لإحياء التراث؛ الطبعة الثانية 50 ١ه/‏ /198م.

-النهاية في غريب الحديث والآثر مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (ت507ه). تحقيق طاهر أحمد الزاوي» ومحمود محمد الطناحي» نشر وطبع المكتبة العلمية» بيروت» 11949ه/ ١917/4‏ م.

-نبج البلاغة» خطب ورسائل وكلمات الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب طيهَاقاء جمع الشريف الرضي. تصحيح صبحي صالح.؛ نشر وطبع مركز البحوث الإسلامية» قم المقدسة» إيران» طباعة أوفسيت بيروتء. لبنان» /1181ه.

-وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة» الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت5 ١١١ه)»‏ تصحيح وتحقيق وتذييل الشيخ عبدالرحيم الرباني الشيرازي» نشر وطبع دار إحياء التراث العربي» بيروت» لبنان.

الإهداء مع ا اع اماف ل ا المقدمة 100 5ة1[1[1[1414145[ز[ [ [ [ [ ا 107711 الفصل الأول التوية (حقيقتها - وجوبها - شروطها - آثارها) [ [ذ[ 1[ 0000000000 المبحثالأول: حقيقة التوبة ووجوبها اود و1 ما جو ال 1 المطلب الأول: حقيقة التوبة ابو ار و ا المطلب الثاني: وجوب التوبة وفضلها ا 0000 المطلب الثالث: وجوب التوبة فوري دز 5 00000000 المطلب الرابع: تارك التوبة ناقص الإيمان 0 00 المبحث الثاني: شروط التوبة وآثارها 00013131 0 0 00

المطلب الأول: وجوب التوبة عام لا ينفك عنه أحد 0000001 المطلب الثاني: شروط التوبة النصوح 0 المطلب الثالث: آثار التوبة النصوح ا ص الما ا وال 1 المطلب الرابع: التوبة الجامعة للشرائط مقبولة 300000000000 المطلب الخامس: كيفية التوبة النصوح ا الفصل الثاني الذنوب (آثارها - أضرارها - طبقات التائبين) 00ز0 ز[ز[ [ز[ ز[زؤ ز[ ز[ز[ز ز ز ز 1 010001000

المبحث الأول: (الذنوب والمعاصي) 8 0001

المطلب الأول: الذنوب التي يجب التوبة منها الخ و اه المطلب الثاني: الكبائر في روايات أهل البيت عليهم السلام لي المطلب الثالث: آثار الذنوب اوررقو لقو ماقمل و المطلب الرابع: أضرار الذنوب والمعاصي ب1020000000 الملبحث الثاني: ماح مط واه مقو لا بزل الم املاطف و الو 7 المطلب الأول: موعظة من الإمام علي بن الحسين عليههم| السلام ... ٠٠‏ المطلب الثاني: أسباب تحول الصغائر إلى كبائر ع ا المطلب الثالث: طبقات التائبين 1 المطلب الرابع: ما ينبغي أن يبادر إليه التائب 0 الفصل الثالث التوبة وطرق علاج الإصرار على ارتكاب المعاصي للم لاطا اوسا داقاة علاج الإصرار وسببه املس سوط لالجو لاط قار اا مام ولا المطلب الأول: التطهير المعنوي 00 0 10700 المطلب الثاني: طريق العلاج لحل عقدة الإصرار و أولا: العلم وهو علاج الغفلة مدي ا ا ا انيا: الصبر هو علاج الشهوة 0 1070777 المطلب الثالث: سبب إصرار العبد على المعاصي 1 المطلب الرابع: أهل العلم بين الخوف والرجاء 00

المصادر والمراجع ل ع حر نرت و 2 عورد لما يعات رن ور ل ا د 171